للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمسلم - وهو يحضر تلك المناسبات والخطب - لا بد أن يتعظ ويدكر، فيزداد إيمانا وعلما، ويحاسب نفسه على ماضيها، وينظر فيما قدمته لغدها الموعود.

ثانيا: الوسائل التربوية: أصل مادة لفظة (التربية) من ربا أي نما وزاد، وتقول: ربيته: أي غذيته (١) .

لذا نقصد من التربية هنا: التنمية الروحية (الإيمانية) وما يتعلق بها من جوانب عقلية ونفسية.

وهذه الوسيلة يحرص عليها الإسلام ويؤكد عليها ويعول عليها كثيرا.

إذ لا يُنكر أثر التربية والتنشئة على الإنسان.

ففي الحديث الصحيح: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج بهيمة جمعاء هل ترى فيها من جدعاء؟» (٢) .

ولعل من أبرز الوسائل التربوية:

١ - المنزل، ممثلا بالأب والأم، ومن يقوم مقامهما فيه.

فمثل هؤلاء لهم أثر كبير على أفراد الأسرة كما دل على ذلك الحديث الآنف الذكر.

والحس والمشاهدة شاهدان على مصداقه.

وهو ما يؤكده أهل الرأي والحكمة.

يقول أحدهم:

وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه

ويقول الآخر:


(١) انظر: القاموس المحيط باب الواو والياء فصل الراء ص ١٦٥٩.
(٢) متفق عليه (صحيح البخاري، ك: الجنائز، الباب ٩٢. وصحيح مسلم، ك: القدر، ح ٢٢) .

<<  <   >  >>