للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التربية ورجال الإعلام والخطباء ورب الأسرة ونحوهم، أن يتخذوا الأسلوب نفسه في المعالجة، فيقوموا بتحديد المشكلة وتشخيصها ثم يتخذوا الأساليب المناسبة لعلاجها.

ومشكلة السرف - محل البحث - ذات عمق ورسوخ في أكثر المجتمعات المسلمة، فلا بد من دراستها من قبل أولئك ممن يعنيهم الأمر، كيما يخلصوا منها المجتمعات، بَلْهَ الأفراد.

وعلى هذا فربما يكون العلاج لمشكلة خاصة، أو لمشكلة عامة.

ومهما تباعدت طبيعة كل من المشكلتين فإن منهج العلاج قد لا يكون كذلك.

فرب الأسرة مثلا حينما يلحظ من أحد أفرادها تبذيرا فإن عليه أن ينظر بعين ثاقبة في الأسباب والدواعي للتبذير، فقد تكون بسبب حب هذا المبذر للمظاهر والمفاخرة والتعاظم أمام الأقران.

وهنا يكون دور رب الأسرة بتوجيه نظره إلى أن ذلك ليس من شيم العقلاء الأتقياء، ولا يحقق مصلحة له ولا لأسرته، وقد يكون السرف لوفرة المال عند المسرف، فعلى رب الأسرة ألا يمكنه من المال فيبذره، بل يعطيه بقدر الحاجة.

وكذلك العالم - وهو يعايش هذه المشكلة المتفشية بين الناس، فعليه قبل أن يصدر الحكم الشرعي فيها أن يدرسها من سائر أطرافها وملابساتها، ثم يصدر الحكم؛ لأنه يعلم أن فتواه تؤخذ بعين الاعتبار ويعمل بها تعبدا لله وامتثالا لشرعه.

ومن النماذج التطبيقية لهذا قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بشأن المغالاة في المهور - وقد أوردناه في المبحث الثالث - فإن القرار لم يصدر إلا بعد دراسة المشكلة من خلال البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة في الهيئة.

وكذلك الخطيب فإن دوره في العلاج لا ينكر، وبخاصة في خطبة الجمعة.

<<  <   >  >>