والخطباء في هذه البلاد ما فتئوا يعالجون هذه المظاهر بين الفينة والأخرى، ومازلنا نسمع منهم النذارة والتحذير من مغبة مظاهر الأفراح المبالغ فيها، ففي إحدى خطب المسجد الحرام في صيف هذا العام ١٤١٩ هـ تعرض الخطيب إلى مشكلة عزوف كثير من الشباب والفتيات عن الزواج وتأخيره عن وقت الفتوة والشباب، وما يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية كبيرة.
وعزا ذلك إلى أسباب كثيرة من أهمها: الإعلام الغربي وما يبثه من فكر انحلالي وإباحي، والمغالاة في المهور وتكاليف الزواج، مما لا يطيقه أكثر الشباب.
وقد أوصى الخطيب باتباع الهدي النبوي وأن ذلك كفيل بحل المشكلة من جذرها.
وفي محافظة الزلفيِ حضرت خطبة في أحد جوامعها استعرض فيها الخطيب المشكلة، مبينا خيوطها وذيولها وما طرأ على الناس فيها من مراسم وتقاليد متكلفة، تحول الفرح إلى ترح، وتحيل التقاليد الجميلة إلى تقاليد مستوردة، تذبح الفضيلة، وتذكي الرذيلة.
وقد لمست من الحاضرين - الذين اكتظ بهم المسجد الفسيح - تفاعلاً حياً مع الخطيب في أسلوبه المؤثر.
ثانيا: القدوة الحسنة: مما يشهد له الحس والواقع أن الصغير ينساق وراء الكبير ويقلده، والضعيف يلجأ إلى القوي ويحاول محاكاته، والجاهل يعترف للعالم بالفضل فيقتدي به. ولذا كان الأنبياء محل الاقتداء دون منازع نظرا لكمالهم.
قال عز وجل في سياق ذكر الأنبياء:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام: ٩٠](١) .