للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: ٢١] (١) .

وكذا العلماء لكونهم ورثة الأنبياء.

وهكذا كل مسلم فإنه مطالب بأن يكون أسوة طيبة لغيره، وألا يكون داعية إلى ضلالة.

وعلى الأخص هنا من بيدهم زمام قيادة المجتمع، كأصحاب السلطة، ورجال الحسبة، وأهل التربية، ورجال الإعلام، والآباء والأمهات، ومن في حكمهم، فإن هؤلاء وأمثالهم إذا حسنت سيرتهم اقتدي بهم، ونظر إليهم نظرة إكبار، وقد جاء في صفات عباد الرحمن أنهم يقولون:. . {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: ٧٤] (٢) .

أي أئمةً يقتدى بهم، دعاةً إلى الخير، وذلك رغبة منهم في هداية الآخرين (٣) .

ولنأخذ هذه الأمثلة:

قال يسار بن نمير: سألني عمر بن الخطاب كم أنفقنا في حجتنا هذه؟ قلت: خمسة عشر دينارا - أو سبعة عشر دينارا - فقال: قد أسرفنا في هذا المال (٤) .

هكذا يحاسب عمر - وهو الخليفة - نفسه على الإنفاق من بيت المال.

وبهذا صار قدوة حسنة لرعيته فكان إذا حاسبهم على شيء من المال لم تضق نفوسهم بالمحاسبة لما يعلمون من صدقه وورعه.

فلله دره من إنسان ‍‍‍‍!!


(١) الأحزاب ٢١.
(٢) الفرقان: ٧٤.
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣ / ٢٤٢.
(٤) أخبار عمر بن الخطاب وأخبار عبد الله بن عمر. للأستاذين علي الطنطاوي وناجي الطنطاوي، ص٣٢٦، المكتب الإسلامي. والإشارة في قول عمر (في هذا المال) تومئ إلى أنه من بيت مال المسلمين.

<<  <   >  >>