وهذا عمر بن عبد العزيز حين تولى الخلافة يقوم بالعدل ويرد المظالم إلى أهلها، ويحاسب نفسه وعماله على كل صغيرة وكبيرة، بعد أن كانت الأموال مبددة قد سطت عليها أيدي المسرفين.
فحمد الناس له صنعه هذا، حتى عدوه خامسا للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين (١) .
وقد جاء في قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية رقم ٥٢ وتاريخ ٤ / ٤ / ١٣٩٧ هـ ما يأتي:
" ٦ - يرى المجلس أن من أنجح الوسائل في القضاء على السرف والإسراف أن يبدأ بذلك قادة الناس من الأمراء والعلماء وغيرهم من وجهاء الناس وأعيانهم، وما لم يمتنع هؤلاء من الإسراف وإظهار البذخ والتبذير، فإن عامة الناس لا يمتنعون من ذلك؛ لأنهم تبع لرؤسائهم وأعيان مجتمعهم، فعلى ولاة الأمر أن يبدأوا في ذلك بأنفسهم ويأمروا به ذوي خاصتهم قبل غيرهم ويؤكدوا على ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم واحتياطا لمجتمعهم لئلا تتفشى فيه العزوبة، التي ينتج عنها انحراف الأخلاق وشيوع الفساد. . . " ا. هـ.
وهذه لفتة موفقة من الهيئة العلمية الموقرة، فإن الناس تبع لعلمائهم وعظمائهم.
ثالثا: التربية: وهي تتم برعاية الإنسان في عقله وقلبه ونفسه، حتى يشتد عوده، بالرسوخ في العلم، والخشية من الله، وتمثل الفضائل، ثم متابعة هذا الإنسان مستقبلا، كيلا يضل السبيل.
(١) يراجع: سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٨٨، ١٠٠، ١٠٤، ضبطه وشرحه نعيم زرزور ١٤٠٤ هـ.