للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقا: إن التربية - وهي بحر محيط - أسلوب ناجح في علاج كثير من الأمراض الاجتماعية - إن كانت فردية أو جماعية - بل هي من أفضل الأساليب وأبعدها أثرا وتأثيرا لأنها تخاطب العقل والضمير، وتلامس العاطفة والوجدان، وتربط الإنسان بالله - الخالق البارئ المصور، والرب الذي ربى خلقه بنعمه وأفضاله.

على أن التربية لا تحقق غرضها إلا إذا توافرت فيها عناصر النجاح، وفي مقدمة ذلك:

- إخلاص المربي ووعيه وفقهه.

- القابلية والاستعداد لدى المربَّى.

- الأسلوب المناسب في التربية.

رابعا: الترغيب والترهيب: حينما يقوم الطبيب بعلاج المريض فإنه يرغبه في الدواء الذي يصرفه له ويحثه على التقيد بتعليماته وإرشاداته الطبية، كما يحذره ويرهبه من مخالفة ذلك، وأنه إذا لم يلتزم بالإرشادات، فإن العواقب ربما كانت غير محمودة.

وهكذا بالنسبة لمن بيدهم زمام الإرشادات الخلقية والدينية (الشرعية) من العلماء والأمراء والدعاة والمحتسبين والمربين والآباء. . . إلخ، فمن أجل أن يكون لعملهم الإرشادي والتوجيهي ثمرة ظاهرة في الناس، لا بد من استعمال أسلوب الترغيب والترهيب، تطبيقا للقرآن العظيم، واقتداء بسنة رسوله الكريم، الزاخرين بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.

أما القرآن فذو صبغة ترغيبية وترهيبية واضحة.

فخذ (١) في جانب الترغيب قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣] (٢) .


(١) الأمثلة الواردة هنا مقتصرة على موضوع البحث (الإسراف) .
(٢) الزمر: ٥٣.

<<  <   >  >>