للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل بالأمراض.

وقد ينفق في لباسه ما يزيد عن حاجته، فيشتري ما لا يحتاجه، أو يلبس ما يدعو إلى الفخر والخيلاء، أو يستغني عن الثياب الجديدة والنظيفة فيرمي بها.

أو ينفق مثل ذلك في أمور أخرى من أمور حياته.

ناهيك بما إذا كان الإنفاق أو التصرف بالمال تبذيرا في سبل متفرقة وجهات مشبوهة، يختلط فيها الحق بالباطل والحلال بالحرام، أو بالمشتبه.

ونظرا لأهمية المال والحافظة عليه من الضياع قرر الإسلام الحجر على السفهاء.

يقول سبحانه: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: ٥] (١) .

قال القرطبي (ت ٦٧١ هـ) : " دلت الآية على جواز الحجر على السفيه، لأمر الله عز وجل بذلك في قوله: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: ٥] وقال:. . {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا} [البقرة: ٢٨٢] (٢) فأثبت الولاية على السفيه كما أثبتها على الضعيف " (٣) .

وهذه الآية هي الأصل في الحجر على السفهاء والصبيان والمجانين (٤) .

ولذا نجد لدى الفقهاء عامة بابا في المعاملات بعنوان (الحجر) .

والسفيه: هو ضعيف العقل وسيئ التصرف، وسمي سفيها لخفة عقله (٥) .

ومن هنا جاء الحجر على السفهاء، يقول الأستاذ علي أحمد الجرجاوي (ت ١٣٤٠ هـ) : " إن من الحكم الجميلة الجليلة الفائدة حكمة الحجر، وذلك أن


(١) النساء: ٥.
(٢) من الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٥ / ٣٠.
(٤) انظر: المغني لابن قدامة مع الشرح الكبير ٤ / ٥٠٨ - ٥٠٩.
(٥) المطلع على أبواب المقنع للبعلي الحنبلي ص٢٢٨ المكتب الإسلامي ١٤٠١هـ.

<<  <   >  >>