للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاجة أو مصلحة.

والمستحقون للمواساة والمعونات موجودون في كل زمان ومكان، وإن تفاوتت نسبتهم، ومقدار حاجاتهم من مجتمع إلى آخر.

فالله تعالى قد فاضل بين الناس فأغنى وأفقر {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} [النحل: ٧١] (١) .

يعيش الفتى بالفقر يوما وبالغنى ... وكل كأن لم يلقه حين يذهب

ويأتي حرمان المستحقين من فئتين:

إحداهما: أهل التبذير والإسراف، المضيعون لأموالهم.

الثانية: أهل الشح والبخل.

وهذان طرفان، وخير الأمور ما كان بينهما.

٣ - أن الإسراف فيه إذكاء للبغضاء والشحناء بين طبقات المجتمع (الأغنياء والفقراء) .

فالفقير إذا رأى غنيا ذا أنانية، يبدد ماله في طرق غير مشروعة كبناء القصور الشاهقة والمزخرفة، وتجديد أثاث البيت كل عام، وتبديل سيارته الفارهة بين عام وآخر، أو صرفه في المحرمات، أو اللعب به في نوادي القمار والميسر، أو التبرع لجهات مشبوهة، هذا في الوقت الذي يَحرم منه أهله المستحقين. . . .

هذا الفقير وهو يعايش هذه المشاهد ونظائرها ينزرع في قلبه بغض تلك الطبقة ويحقد عليها ويحسدها على هذه النعمة.

وربما جاء من يستغل هذه الممارسات والمواقف ليؤصل الطبقية الاجتماعية، ويولد الفرقة بين فئات المجتمع، كما فعله ويفعله دعاة الاشتراكية في العصر الحديث.


(١) النحل: ٧١.

<<  <   >  >>