للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكم من ثورة قام بها أراذل البشر وأوباشهم باسم الفقراء أو العمال فأكلت الأخضر واليابس، وأحلت الخوف محل الأمن، والفقر محل الغنى.

فيا ليت قومي يعلمون!! .

٤ - أن الإسراف والبذخ طريقان إلى الترف.

والترف يؤدي لا محالة إلى زوال الأمة. كما قال الحق: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: ١٦] (١) .

وقال: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ - فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ - لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} [الأنبياء: ١١ - ١٣] (٢) .

وذلك أن " الترف - كما يقول ابن خلدون - مفسد للخلق بما يحصل في النفس من ألوان الشر والسفسفة وعوائدها. . . . فتذهب منهم خلال الخير التي كانت علامة على الملك ودليلا عليه، ويتصفون بما يناقضها من خلال الشر، فيكون علامة على الإدبار والانقراض بما جعل الله من ذلك في خليقته، وتأخذ الدولة مبادئ العطب وتتضعضع أحوالها وتنزل بها أمراض مزمنة من الهرم إلى أن يقضى عليها " (٣) .

حقا إن الترف - كما تقول مجلة لواء الإسلام (٤) " يؤدي إلى انحلال النفوس وتحكم الشهوات، وسيطرة الأنانية، وهذا كله فساد يؤدي إلى هلاك الأمة ".


(١) الإسراء: ١٦.
(٢) الأنبياء: ١١ - ١٣.
(٣) المقدمة ص ١٦٩. وانظر ص١٤٠.
(٤) الصادرة في شهر صفر ١٣٨٢ هـ ص ٣٨٩ وقد عقدت المجلة ندوة بعنوان (علاقة الترف بانحلال الأخلاق في نظر الدين) شارك فيها عدد من العلماء، منهم: محمد أبو زهرة، ومحمد البنا، وعيسى عبده، وطه الساكت، وأحمد حمزة.

<<  <   >  >>