للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: ١٨] (١) {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} [البقرة: ١١٤] (٢) .

وقد عني به النبي صلى الله عليه وسلم بعيد هجرته إلى المدينة فكان من أول اهتماماته. ومن ثم أصبح الملتقى في أوقات الصلوات، وفي التعليم. وفي كل أمر يهم المسلمين، سواء في عهده صلى الله عليه وسلم، أو في العهود التالية.

فما أجلها من رسالة للمسجد!!

وإذا كان مما يلحظ في كثير من بلدان المسلمين التقليل من دور المسجد وتهميشه، وإشغال شباب الأمة عنه. . .

فإن الأمر في هذه البلاد الكريمة - بلاد الحرمين الشريفين - ليس كذلك، بل مازال يؤدي رسالته وبتأييد من ولاة الأمر والقائمين على شؤون المساجد، سدد الله خطاهم.

أجل. . فالمسجد وسيلة مهمة لتربية العقول والقلوب، فالمسلم وهو يتردد على المسجد خمس مرات على الأقل في كل يوم يلتقي إخوانه وجيرانه، ويجالس الناس على مختلف طبقاتهم، بما فيهم العلماء وما أوتوا من علم وحكمة، والشيوخ وما عندهم من أناة وتجارب للحياة، والشباب وما عندهم من فتوة وطموح.

فيستفيد من كل منهم، وينافسهم على الفضائل.

ومما هو أهم من ذلك كله أن المسلم في المسجد يؤدي أعظم أركان الإسلام العملية (الصلاة) فيناجي ربه ويلجأ إليه ويستعين به.

كما يقرأ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.


(١) التوبة: ١٨.
(٢) البقرة: ١١٤.

<<  <   >  >>