للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعراب صبيحة الليلة التي ظهرت فيها هذه النار إنهم رأوا صفحات أعناق إبلهم في ضوء تلك النار فظهر إنها الموعود بها وتمت بذلك المعجزة لحصول ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وأنارتها بهذه الأماكن البعيدة ليتم الإنذار واختصاص ظهورها بيوم الجمعة لا يخفى وكانت نعمة في صورة نقمة فوجلت القلوب منها وأشفقت وأعتق أمير المدينة عز الدين منيف بن شيحة جميع مماليكه وردّ على الناس مظالمهم وأبطل المكس وهبط للنبي صلى الله عليه وسلم وبات في المسجد ليلة الجمعة والسبت ومعه جميع أهل المدينة حتى النساء والصغار وأهل النخل يتضرعون ويبكون كاشفين رؤوسهم مقرين بذنوبهم مستجيرين بنبيهم صلى الله عليه وسلم فصرف الله تعالى عنهم تلك النار العظيمة ذات الشمال قالت من وادي أحيليين إلى جهة الشمال واستمرّت مدّة ثلاثة أشهر على ما ذكره المؤرخون فطالت مدّتها ليشتهر أمرها وينزجر عامة الخلق بها وعظم أمرها ليشاهد منها عنوان نار الآخرة

<<  <  ج: ص:  >  >>