للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوزير ثم في السنة التي بعدها وقعت الطامة الكبرى بأخذ التتار لبغداد وقتل الخليفة وأهلها بذل السيف فيهم نيفا وثلاثين يوما وألقيت الكتب تحت أرجل الدواب وبنى منها معالفهم بالمدرسة المستنصرية وخلت بغداد ثم استولى عليها الحريق حتى عمّ ترب الرصافة مدفن ولاة الخلافة وشوهد على بعض حيطانها

أن ترد عبرة فهذي بنو العباس دارت عليهم الدائرات

استبيح الحريم إذ قتل الأحسبا منهم وأحرق الأموات

وكثر الموت والفناء بتلك الناحية وطوى بساط الخلافة منها وذكر بعضهم هذه النار وغرق بغداد وأصلحه أبو شامة منبها على إنهما في سنة بقوله

سبحان من أصبحت مشيئته ... جارية في الورى بمقدار

في سنة أغرق العراق وقد ... أحرق أرض الحجاز بالنار

وقريب من هذه النار ما ذكره أبن شبة في أخبار خالد بن سنان العبسي وهو كما في الخبر نبيّ ضيعه قومه وكانت سالت عليهم نار من حرة النار في ناحية خيبر وكانت الإبل تعشى بضوئها من مسيرة ثماني ليال وإن خالد أطفأها عنهم وقد بسطنا خبرها في الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>