اه ويشهد له ما أخرجه أبو ذر الهرويّ في سننه في بيان الإيمان والإسلام من أن حماد بن زيد حدّث أبا حنيفة بالحديث في ذلك عن شيخة أيوب السختيانيّ فقال له أبو حنيفة فحدّثك أيوب بهذا وبكى ثم قال ما ذكرت أيوب السختيانيّ إلا بكيت فقد رأيته يلوذ بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ما رأيته من أحد وفيه مخالفة لما ذكره أبو الليث في الفتاوى عطفا على حكاية حكاها الحسن بن زياد عن أبي حنيفة من أن الزائر يستقبل القبلة في سلامه وقال السروجيّ من الحنيفة يقف عندنا مستقبل القبلة وعن أصحاب الشافعيّ وغيره يقف وظهره إلى القبلة ووجهه إلى الحضرة وهو قول أبن حنبل انتهى وقال المحقق الكمال بن الهمام رحمه الله تعالى إن ما نقل عن أبي الليث مردود بما روى عن أبي حنيفة في مسنده عن أبن عمر رضي الله عنه قال من السنة أن تأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل القبلة وتجعل ظهرك إلى القبلة وتستقبل القبر بوجهك ثم تقول السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته وفي المنسك الكبير لأبن جماعة مذهب الحنفية أنه يقف للسلام عند الرأس المقدّس بحيث يكون على يساره ويبعد عن الجدار قدر أربعة أذرع ثم يدور إلى أن يقف قبالة المقدّس مستدبر القبلة وشذ الكرماني من الحنفية فقال يقف مستدبر القبر المقدّس مستقبل القبلة وتبعه بعضهم وليس بشيء فاعتمد على ما نقلته انتهى ولا ينبغي أن يتردّد فيه إذ الميت يعامل معاملة الحي والحي يسلم عليه مستقبلا له وما سبق عن علقمة القروي الكبير من أن الناس كانوا قبل إدخال البيت في المسجد يقفون على باب البيت يسلمون سببه تعذر استقبال الوجه الشريف حينئذ وكانوا يستقبلون القبر الشريف من ناحية باب البيت ومن ناحية الرأس الشريف لما سبق عن المطري من أن موقف علي بن الحسين للسلام عند الاسطوانة التي تلي الروضة قال وهو موقف السلف قبل إدخال الحجرات كانوا يستقبلون السارية التي فيها الصندوق مستدبرين الروضة فلما أدخلت الحجرات وقفوا مما يلي الوجه الشريف ولأبن زبالة عن سلمة بن ورد إن قال رأيت أني بن مالك إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم يأتي فيقوم أمامه وآداب الزيارة والمجاورة كثيرة " منها " ما يتعلق بسفرها من الاستخارة وتجديد التوبة والوصية وإرضاء من يتوجه إرضاؤه وإطابة النفقة والتوسعة في الزاد وعدم المشاركة فيه وتوديع الأهل والأخوان والمنزل بركعتين والدعاء عقبهما والتصدق بشيء عند الخروج منه إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب سفر الحج " ومنها " إخلاص النية فينوي التقرب بالزيارة وينوي معها التقرب بشدّ الرحل للمسجد النبوي والصلاة فيه كما قاله أصحابنا وغيرهم لحثه صلى الله عليه وسلم على ذلك ففيه تعظيمه أيضا بامتثال أوامره والمراد من حديث لا تعمله حاجة إلا زيارتي اجتناب قصد حاجة لم يدعه الشارع إليها فلينو مع ذلك أيضا الاعتكاف فيه والتعلم والتعليم وذكر الله تعالى وإكثار الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة على جيرانه وختم القرآن عنده إلى غير ذلك مما يستحب للزائر فعله فنية المؤمن خير من عمله وينوي أيضا اجتناب المكروهات فضلا عن المحظورات حياء من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم " ومنها " أن يزداد بالعزم شوقا وصبابة وتوقا وكلما ازداد دنوّا ازداد غراما وحنوّا إذ من لازم حبه صلى الله عليه وسلم كثرة الشوق إليه وطلب القرب من معاهده وآثاره وأما كنه ومهابط أنوارهللسلام عند الرأس المقدّس بحيث يكون على يساره ويبعد عن الجدار قدر أربعة أذرع ثم يدور إلى أن يقف قبالة المقدّس مستدبر القبلة وشذ الكرماني من الحنفية