للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما اختلفوا فيما يفعلون بالنبي صلى الله عليه وسلم أرى أن يعطي خمسة رجال من خمس قبائل سيفا سيفا فيضربونه ضربة رجل فيتفرق دمه في هذه البطون فلا تقدر لكم بنو هاشم

على شيء فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ نم على فراشي وتسبح ببردي فلن يخلص إليك أمر فتردّ الودائع إلى أهلها وأتى أبا بكر فأعلمه وقال قد أذن لي فقال الصحبة يا رسول الله وكان إنما حبس نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه فعرض على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى راحلتيه كان قد أعدّهما فقال بالثمن فقال هي لك به فأخذ القموى وقيل الجدعاء وثمنها ثمانمائة درهم فذهب أبو بكر رضي الله عنه إلى عبد الله ابن أريقط ويقال أريقد من بني الديل من كنانة فأستأجره وكان على دين قومه هاديا خريتا أي ماهرا بالهداية وواعداه أن يأتيهما بعد ثلاث غار ثور ثم أنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فجاء عليّ رضي الله عنه فاجتمعت قريش على باب الدار فقال أبو جهل لا تقتلوه حتى يجتمعوا يعني الخمسة ثم أخذ صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب فرماها في وجوههم فأخذ على أبصارهم ولمّ على أصمختهم فجعل على رأس كل رجل منهم ترابا ثم أتى منزل أبي بكر الصديق رضي الله عنه فخرجا وأتيا الغار وجاء للمشركين رجل كان بعيدا منهم فقال ما تنتظرون قالوا أن نصبح فنقتل محمد قال قبحكم الله وخيبكم أوليس قد خرج عليكم وجعل على رؤوسكم التراب قال أبو جهل أوليس هو ذاك مسجي ببرده الآن فلما أصبحوا قام عليّ عن الفراش فقال أبو جهل صدقنا ذلك المخبر فاجتمعت قريش وأخذت الطرق وجعلت الجعائل لمن جاء به فانصرفت أعينهم ولم يجدوا سيأ ومروا بالغار وقرءوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت وجاء الديلي بعد ثلاث بالراحلتين وذلك بعد العقبة بشهرين وبضعة عشر يوما فخرجا لهلال ربيع الأول يوم الاثنين وقيل الخميس وقد أقام صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوّة بضع عشر سنة وقال عروة عشرا ولم يعلم بخروجه إلا عليّ وآل أبي بكر فأنطلق بهما الدليل ومعهما عامر بن فهيرة يخدمهما يردفه أبو بكر رضي الله عنه ويعقبه فأخذ بهم في اسفل مكة حتى أتى بهم طريق السواحل أسفل من عسفان ثم عارض الطريق على أمج ثم نزل من قديد على خيام أم معبد الخزاعية وقيل سلك على أسفل أمج حتى عارض الطريق بعد أن جاوز قديدا وأتفق في مسيرهم قصة سراقة عارضهم يوم الثلاثاء بقديد وأقامت قريش أياما لا يدرون أين أخذوا فسموا صوتا على أبي قبيس يقول فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ نم على فراشي وتسبح ببردي فلن يخلص إليك أمر فتردّ الودائع إلى أهلها وأتى أبا بكر فأعلمه وقال قد أذن لي فقال الصحبة يا رسول الله وكان إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>