للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بضعا وخمسين وأن أقصرهن الغربية الشامية قال وعرض كل واحدة ثماني أذرع في ثمان وذكر أبن جبير أن المنارتين الشاميتين صغيرتان على هيئة برجين بخلاف اليمانية الشرقية فإنها على هيئة المنارات اه ولم يزل المسجد على ثلاث منارات إلى أن جددت المنارة الرابعة الغربية اليمانية سنة ست وسبعمائة في دولة الناصر محمد بن قلاوون على يد شيخ الخدّام كافور المظفري المعروف بالحريري وظهر عند الحفر لأساسها خوخة مروان الآتي ذكرها في ركن المسجد الغربي وبابها عليها من ساج لم يبل قال البدر بن فرحون أسفل من أرض المسجد يقامه ثم وجدوا تحصيب المسجد برمل أسود يشبه أن يكون من سلع ثم بلغوا الماء ولم يوجد أثر ولا صحة لما ذكر بعضهم من أن مئذنة كانت هناك تشرف على دار مروان انتهى قلت وهذا لا يمنع صحة ما سبق لاحتمال أنها كانت على باب المسجد وسطحه من غير أساس في الأرض لقصر المنارات حينئذ مع أن دار مروان متقدّمة على زيادة أبن أبنه الوليد قطعا وصنيع يحيى يقتضي أن بناءها زمن عثمان وإن شيئاً مما دخل فيها من دار العباس أدخل في زيادة الوليد فالباب الذي ظهر إنما هو فيما أتخذه الوليد هناك بدلا عن باب مروان وصارت هذه المنارة أطول المنارات حتى عرفت بالطويلة وطولها خمسة وتسعون ذراعا بتقديم

التاء الفوقية من أعلى هلالها لكن لما هدمت المنارة المقابلة لها في المشرق المعروفة بالرسيسة بسبب الحريق الحادث في زماننا أعيدت أعني الرسيسة أطول من هذه إذ طولها يزيد على المائة بعد أن كان ينقص عن الثمانين ثم ظهر في المنارة الرسيسة ميل للتساهل في المبالغة لتأسيسها ومؤنها فأعيدت بعد أن بلغ بأساسها الماء وزيد في طولها ثانيا مع الأحكام التام حتى صار طولها أزيد من مائة وعشرين ذراعا على يد الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدام بالحرم الشريف وشاد عمائره بأمر الإشراف قايتباي وذلك في عام أثنين وتسعين وثمانمائة وطول الشرقية الشامية المعروفة بالسنجارية ثمانون إلا ذراعا وطول الغربية المعروفة بالخشبية اثنان وسبعون ذراعا بتقديم السين كل ذلك من الهلال إلى الأرض خارج المسجد وهذا السياق ظاهر في أن الوليد أوّل من أتخذ المنارات ولأبي داود والبيهقيّ إن امرأة من بني النجار قالت كان بيتي من أطول بيت حول المسجد وكان بلال يؤذن عليه الفجر الحديث ولأبن زبالة حدثني محمد بن إسماعيل وغيره قال كان في دار عبد الله بن عمر أسطوانة في قبلة المسجد يؤذن عليها بلال يرقى إليها بأقتاب والأسطوانة مربعة قائمة إلى اليوم يقال لها المطمار وهي في منزل عبيد الله بن عبد الله بن عمر وله عن موسى بن عبيدة أن عمر بن عبد العزيز استأجر حرسا للمسجد لا تحترق فيه وعن كثير بن زيد قال نظرت إلى حرس عمر بن عبد العزيز يطردون الناس من المسجد أن يصلي على الجنائز فيه وعن عثمان بن أبي الوليد إن عروة قال له تضربون الناس في الصلاة في المسجد على الجنائز قال قلت نعم قال إما إن أبا بكر قد صلى عليه في المسجد وليحيى ما يقتضي أن ذلك كان قبل زمن الوليد فإنه روى عن المقيري إنه رأى حرس مروان أبن الحكم يخرجون الناس من المسجد يمنعونهم أن يصلوا على الجنائز وقد تلخص مما رواه أبن شبة أن الذي استقر عليه الأمر أنهم كانوا يحملون موتاهم حتى يصلي عليها النبي صلى الله عليه وسلم عند بيته في موضع الجنائز وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه أنها أمرت أن يمرّ بجنازة أبن أبي وقاص في المسجد فيصلي عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسى الناس ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهل بن بيضاء إلا في المسجد وفي رواية والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبني بيضاء في المسجد سهل وأخيه ويفهم منه أنه كان نادرا وليحيى بسند جيد عن أبن عمر رضي الله عنه إنه صلى على عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد وفي رواية له إن عمر بن الخطاب صلى على أبي بكر في المسجد وأن صهيبا صلى على عمر بن الخطاب في المسجد عند المنبر ولأبن شبة إن الجنازة وضعت تجاه المنبر وذكر أبن النجار ما سبق عن حرس عمر بن عبد العزيز ثم قال إن هذه السنة في الجنائز باقية إلى يومنا إلا في حق العلو بين ومن أراد الأمراء من الأعيان وغيرهم والباقون يصلي عليهم خلف الحائط الشرقي أي من المسجد أي موضع الجنائز وفي زماننا يصلي على الجنائز بالمسجد ويخص الأعيان بالروضة إلا ما كان من جنائز الشيعة غير الأشراف فأنهم منعوا من إدخال جنائزهم إلى المسجد في دولة جقمق وذكرنا في الأصل كلاما حسنا في كيفية وضع الجنازة بين القبر والمنبر فراجعه. وقية من أعلى هلالها لكن لما هدمت المنارة المقابلة لها في المشرق المعروفة بالرسيسة بسبب الحريق الحادث في زماننا أعيدت أعني

<<  <  ج: ص:  >  >>