للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك بالجدار القبلي لعزمه على جعل المدرسة هناك ثم صرف الله عزمه إلى هذه الناحية فسدّ تلك الفتحات إلا ما يحاذي القبة المتخذة للمحراب العثماني فجعل لها قمريات من الزجاج وشبكات من شريط النحاس وكذا جعل لفتحات أحدثها في الجدار الشرقي أيضا وشرع السلطان أيده الله وسدّده في تعويض ما فات من المصاحف والربعات والكتب وبعث بطائفة من ذلك على يدي ولما قارب المسجد التمام شرعوا في المدرسة والرباط المذكورين وجعلوا بذلك منارة تلي باب الرحمة وشرعوا أيضا في رباط بدل رباط الحصن العتيق وحمام قبالته بناحية ميضاة باب السلام وفي عمارة سبيل وطاحون وفرن ومطبخ للجشيشة ووكالة ذات حواصل في الدور التي اشتروها قبل ذلك من دور العياسا وما يليها في القبلة من أجل السماط الذي أراد السلطان إجراءه بالمدينة الشريفة وهو أمر لم يسبق إليه على هذا الوجه وأتخذ لذلك أوقافا عظيمة متحصل ريعها من الحب سبعة آلاف أردب وخمسمائة أردب ورسم بأبطال مكوس المدينة وعوض أميرها ألف أردب تحمل له في كل سنة إلى ينبع وكملت سقف المسجد كلها أواخر شهر رمضان عام ثمان وثمانين وثمانمائة وتمت عمارته عقب ذلك وفي عام تسع وثمانين بعث السلطان جماعة من الدهانين لمحو ما بلغه من تساهل متولي العمارة في استعمال النيلة في بعض السقف وإبداله باللازورد وجهز معهم أساقيل لذلك فنصبوه وأصلحوه وتغير خاطره على متولي

<<  <  ج: ص:  >  >>