قلت ومن المنكرات تساهل بعض ولاة العمارة في إستعمال النشارين والنجارين والحجارين بالمسجد النبوي لعمل آلاته واكتساب أولئك بذلك مع ما يتولد عنه من القمامات والدق العنيف مع إمكان عمل ذلك خارجه ونقله إليه مصنوعا وقد كانت عائشة رضي الله عنه تسمع الوتد أو المسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بالمسجد فترسل إليهم لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمل عليّ مصراعي داره إلا بالمصانع توقيا لذلك وفي خبر رواه المقدسي في كتابه مثير الغرام عن كعب الأحبار إنّ سليمان عليه السلام قال للعفريت الذي أحضره لقطع الرخام لعمارة بيت المقدس هل عندك حيلة أقطع بها الصخر فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا والذي أمرنا الله به هو الوقار والسكينة الخبر الذي أوردناه في الأصل والله الموفق ولأبن أبي شبة إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبع غبار المسجد بجريدة وللبلاذري عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال كان عمر بن الخطاب يعمر في المسجد بعد العشاء فلا يرى أحد إلا أخرجه إلا رجلا قائما يصلي فمرّ بنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبيّ بن كعب فقال من هؤلاء