قال في العبر: واسم قحطان في «التوراة»: يقطن، فعُرِّب بقحطان.
ومن العرب من يُنسب إلى «قحطان» نفسه إلى الآن.
قال في مسالك الأبصار: وبنابلس من بلاد الشام كثير منهم.
وكان لقحطان عدة أولاد، منهم: يعرب، وجُرهم، وحَضرَمَوت. ولما مات مَلَكَ اليمن بعده ابنه «يعرب» دون سائر بنيه.
قال الجوهري: وهو أول من تكلم بالعربية، ولعله يريد أول من تكلم بها من بني قحطان، وإلا فقد كان قبله أمم من العرب، كعاد وثمود وغيرهم يتكلمون العربية.
ولما مَلَكَ يعرب اليمن ولّى أخاه جُرهماً الحجاز، وتداول ملكه بنوه بعده إلى أن أنزل إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل وأُمه بمكة، فنزلوا عليهم وتعلّم إسماعيل منهم العربية وتزوج منهم. وجاء إبراهيم عليه السلام إلى مكة ثانياً، وبنى البيت هو وإسماعيل، وتولى إسماعيل أمره، وتداوله بنوه من بعده، ثم استولت جُرهم على أمر البيت، فلما تفرقت قبائل اليمن بسيل العرم نزلت خُزاعة مكة وغلبت جرهماً عليها، فخرجت جرهم من مكة ورجعوا إلى ديارهم من اليمن حتى انقرضوا، وبقي حضرموت مع أخيه باليمن لم يبرح، وتناسل بنوه به، وبنوا مدينة حضرموت وسكنوها، فعُرفت بهم.
قال علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة: وكان فيهم ملوك تقارب ملوك التبابعة في علوّ الصيت ونباهة الذكر.
قال في العبر: وقد ذهب أكثرهم واندرج باقيهم في كِنْدَه، وصاروا في عدادهم.