للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الصلاح بغيره، مبلغا لا يتمكن عاقل من الريب فيه، ومن قال سوى ذلك فقد قدح في عقله وبيّن سفهه ومكابرته في الضرورات.

وكذلك أحكامه السياسية ونظمه الحكمية والمالية مع أهله ومع غيرهم فإنها في نهاية الكمال والإحكام والسير في صلاح البشر كلهم، بحيث يجزم كل عارف منصف أنه لا وسيلة لإنقاذ البشر من الشرور الواقعة، والتي ستقع، إلا باللجوء إليه والاستظلال بظله الظليل، المحتوي على العدل والرحمة والخير المتنوع للبشر، المانع من الشر، وليس مستمدا من نظم الخلق وقوانينهم الناقصة الضئيلة، ولا حاجة به إلى موافقة شيء منها، بل هي في أشد الضرورات إلى الاستمداد منه، فإنه تنزيل العزيز العليم الحكيم العالم بأحوال العباد، ظاهرها وباطنها، وما يصلحها وينفعها، وما يفسدها ويضرها، وهو أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم وأعلم بأمورهم، فشرع لهم شرعا كاملا مستقلا في أصوله وفروعه، فإذا عرفوه وفهموه وطبقوا أحكامه على الواقع صلحت

<<  <  ج: ص:  >  >>