للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أمورهم، فإنه كفيل بكل خير، ومتى أردت معرفة ذلك فانظر إلى أحكامه، حكما حكما، في سياسة الحكم والمال والحقوق والدماء والحدود، وجميع الروابط بين الخلق تجدها هي الغاية، التي لو اجتمعت عقول الخلق على أن يقترحوا أحسن منها أو مثلها تعذر عليهم واستحال.

وبهذا وشبهه نعرف غلط من يريد نصر الإسلام بتقريب نظمه إلى النظم التي جرت عليها الحكومات ذات القوانين والنظم القاصرة، فإنها هي التي تتقوى وتقوى إذا وافقته في بعض نظمها، وأما الإسلام فإنه غني عنها، مستقل بأحكامه لا يضطر إلى شيء منها، ولو فرض موافقته لها في بعض الأمور، فهذا من المصادفات التي لا بد منها، وهو غني عنها في حال موافقتها أو مخالفتها. فعلى من أراد أن يشرح الدين ويبين أوصافه أن يبحث فيه بحثا مستقلا لا يربطه بغيره أو يعتز بغيره، فإن هذا نقص في معرفته وفي الطريق التي يبصر بها، وقد ابتلي بهذا كثير من العصريين بنية صالحة ولكنهم مغرورون مغترون بزخارف المدنية الغربية

<<  <  ج: ص:  >  >>