للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

المرأة. ولهذا علل ذلك بقوله تعالى: {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: ٣٤] [سورة النساء: من الآية ٣٤] ، فشكرهم على إنفاقهم على غيرهم وأعانهم على تلك النفقات بالتفضيلات المناسبة لها.

وهذا كما أوجب العبادات المالية كالزكوات والكفارات وغيرها على أرباب الأموال دون من ليس عنده مال، تعليقا للحكم بعلته وسببه، وكما فرق بين الناس في مقدار الواجبات وأجناسها بحسب قدرتهم واستعدادهم، وبهذا يعرف كمال حكمة الله وشمول رحمته وحسن أحكامه {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: ٥٠] [سورة المائدة: من الآية ٥٠] .

وما خالف هذا من المساواة التي يتشدق بها المنحرفون بين الرجال والنساء وبين الأغنياء والفقراء، فإنها مادية ضارة لا يستقيم عليها دين ولا دنيا لخلوها من الدين والروح الإنسانية الشريفة ومخالفتها لسنة الله التي لا تبديل لها ولا صلاح إلا بها، والتي تكفل للآدميين كرامتهم وشرفهم

<<  <  ج: ص:  >  >>