للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأنه رشَّ على قبر ابنه إبراهيم، ووضع عليه حصباء (١).

وهذا مرسلٌ صحيحٌ، وأكثر الأئمة يحتجون بالمرسل.

والشاهد في وضع الحصباء، ولا شك أن وضعها على القبر يؤثّر في رفعه.

[ص ٣١] ومنها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢) قال: ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي: رأيتُ قبور شهداء أحد جُثًى مُسنَّمة.

وهذا الحديث صحيح، ذكره في "الجوهر النقي" (٣).


(١) أخرجه الشافعي في "المسند" رقم (٥٩٩). من الطريق نفسها.
وتكلم المصنف عن إسناد الأثر في النسخة الأخرى (ص ٢٣) قال: "إبراهيم بن محمد: أجمع الأئمة على تضعيفه، إلا ابن الأصبهاني والشافعي، قال الشافعي: كان لأن يخر من السماء ــ أو قال: من بُعد ــ أحبّ إليه من أن يكذب.
وصرح جماعة من الأئمة بأنه يكذب، وقال الإمام أحمد: يضع.
وقال ابن عدي: قد نظرت أنا الكثير من حديثه، فلم أجد له حديثًا منكرًا، إلا عن شيوخ يحتملون، وقد حدث عنه الثوري وابن جريج والكبار.
وعلى كل حال، فالرجل ضعيف، ومع هذا فالحديث مرسل، وفي الاحتجاج بالمرسل خلافٌ، لا حاجة لذكره" ا? .
قلت: وللحديث الأول شاهد عند ابن ماجه (١٥٦٥) من حديث أبي هريرة، وضعفه أبو حاتم الرازي. وللثاني شاهد عند أبي داود في "المراسيل" (٤٢٤)، وآخر رواه البيهقي (٣/ ٤١١) عن جعفر بن محمد عن أبيه في الرش على القبر.
(٢) (٣/ ٢١٥). وأبو داود في المراسيل" (٤٢٣)، وعبد الرزاق: (٣/ ٥٠٥) من طريق الثوري أخبرني بعض أصحابنا عن الشعبي بمثله.
(٣) (٤/ ٤ ــ بهامش سنن البيهقي).

<<  <   >  >>