* وكان محمد بن يوسف الأصبهاني لا يشتري زاده من خبَّاز واحد. قال:"لعلهم يعرفوني فيحابوني، فأكون ممن أعيش بديني"!
* ودخل ابن محيريز حانوتًا، وهو يريد أن يشتري ثوبًا، فقال رجل لصاحب الحانوت: هذا ابن محيريز، فأحسن بيعه. فغضب ابن محيريز وخرج وقال:"إنما نشتري بأموالنا، لسنا نشتري بديننا"!
* ومرَّ الحسن البصري على طاوس وهو يملي الحديث في الحرم في حلقة كبيرة، فقرب منه، وأسر إليه في أذنه:"إن كانت نفسك تعجبك فقم من هذا المجلس"! فقام طاوس سريعًا!
أخي المسلم: كانت تلك نماذج موجزة لأقوام آثروا ما عند الله تعالى .. وأعرضوا عن العَرَض الزائل .. بل جعلوا تلقاء أعينهم؛ ثواب من يتعاملون معه .. فاستحقروا إلى جنب ثوابه كل ثواب .. فأفردوه تبارك وتعلى بخالص العبادة .. ولكن كان حالهم كالمسك؛ مهما أخفي فلابد لريحه أن يفوح!
فكن - أيها الموفق - ممن ينتظر ثواب من بيده خزائن كل شيء .. ولا تخلطنَّ أعمالك بالأكدار والأوساخ .. حتى لا يكون حالك كما قال ابن القيم:"العمل بغير إخلاص ولا اقتداء؛ كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه"!
جعلني الله تعالى وإياك من أهل الصواب والإخلاص في القول والعمل .. وجنَّبني وإيَّاك مواطن الزَّلل ..
والحمد لله تعالى .. والصلاة والسلام على النبي والآل والأصحاب ..