وولد الحارث بن كعب مقاتلاً الأصغر، فولد مقاتل عميرة، فولد عميرة سلمة، فولد سلمة عمرو بن سلمة وهو من أصحاب علي عليه السلام وكان شريفاً نبيهاً ذَهناً كليماً، وهو الذي بعثه الحسن بن علي عليهما السلام وبعث محمد بن الأشعث في الصلح بينه وبين معاوية، فوصلا إلى معاوية وعنده عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن سمرة بن جندب بن عبد شمس الفزاري، فنظر معاوية إلى عمرو بن سلمة فأعجبه جهارته ولسانه ودهاؤه فقال: أمضريّ أنت؟ فأنشأ عمرو بن سلمة يقول:
إني لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد من معدّ وحاضر
أبوتنا آباء صدق نماهم ... إلى المجد أشياخ كرام العناصر
وأمّاتنا أكرم بهن عقائلاً ... ورثن العلى من كابر بعد كابر
جناهن إذ يجنين مسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر
ويروى جناهن كافور ومسك وعنبر. المغافر: صمغ العرفط أنا عمرو بن سلمة الهمداني ثم الأرحبي ثم العلوي. فأفحم معاوية. وكان عمرو مع هذا أحد الديانين الفقهاء. وعمرو بن سلمة الذي دخل حصن تستر هو وشريح بن هانيء الحارثي.
فأولد عمرو يحي فأولد يحي عمراً وسعيداً.
وأولد الحارث بن علوي مقاتلاً الأكبر، فولد مقاتل بن الحارث عبد الله، فولد عبد الله مطعماً. فهؤلاء بنو علوي بن عيان وقد قلوا في ديار همدان، ولم يبق منهم إلا بيت آل عاصم وآل روشا وآل حكيم أبيات صغار.
ومن أشراف بني علوي شريح بن مالك، ولا أدري إلى أي هذه البطون هو.
وقد يقول بعض علام أرحب: إن علوي صغّر وكبّر. يقولون: أولد علوي بن عليان بن علوي، فأولد عليان بن علوي علوي الأصغر ومنه انتشرت بنو علوي انقضت بنو علوي.
بنو عبد بن عليان بن أرحب: وهؤلاء بنو عبد: وأولد عبد بن عليان عميرة بن عبد وربيعة بن عبد ومنبه بن عبد ويحتل بن عبد وقد يقال: يحتل بن لعليان وعمرو بن عبد والأدرم بن عبد. ستة نفر. فدرج عمرو والأدرم. وولد عميرة بن عبد سبعاً وغراباً وهو عبد الله ونعجاً وهم النعوج بطن وسيفاً وسعداً وجهماً وجهيناً. فولد سبع قيساً، فولد قيس سعداً، فولد سعد مالكاً، فأولد مالك سعيداً، فأولد سعيد هانئاً، فولد هانىء سيفاً صاحب فتوح الخوارج والمتذرع القتل فيهم، وكان سيداً شريفاً وأولد سعد بن عميرة ثمامة، فأولد ثمامة أزهراً، فأولد أزهر عميرة، فأولد عميرة حجلاً وهو عبد الله، فأولد حجل يأساً، فأولد يأس الأزهر ومغيتاً والحسن، فأولد الأزهر يأساً الأصغر والأخنس، فأولد يأس الأصغر عبد الله، فأولد عبد الله إبراهيم والحسن ومحمداً، فأولد الحسن إبراهيم وسعيداً، فأولد إبراهيم عبد الله وكان فارساً نجداً وإبراهيم بن إبراهيم، فأولد إبراهيم بن عبد الله بن يأس الدعام بن إبراهيم سيد همدان في عصره والزائد على من تقدمه نجة وفروسية وجوداً وحلماً ودهاء وثباتاً ووفاء وصبراً وصوناً، وهو الذي قام على آل يعفر فاستلب المملكة منهم وملك بلدهم وتأمر بصنعاء وجبيت إليه اليمن إلى ساحل عدن، ولم يطل ذلك. وكان مكيناً حظياً عند محمد بن يعفر، فلما قتله ابنه أبو يعفر إبراهيم بن محمد، قدم عليه الدعام معزياً له وزارياً عليه فيما ارتكب من أبيه وعمه، فأمر بإيصاله، فوجده منشياً، فلما كلمه قال: وتقابلني بهذا؟ لحقيق أن تلطم! فخرج منه الدعام ضغيناً وقد أحمسه الغضب، فلما صحا أبو يعفر خبر بما كان منه، فاعتذر إليه وقرّبه، فقال له: لن ترقع كرامة اليوم هوان أمس، ولن تعلق قادمة الخير بذنابي الشر. ثم إنه ماسحه حتى خرج من عنده، فلما صار في بلد همدان أظهر الخلاف واجتمعت له بكيل وقتل محمد بن الضحاك فغضب فيه حاشد وغضب الجميع معه، فكان له وقائع وملاحم منها يوم خيوان ويوم ورور ويوم خمر، وعظمت صولته حتى ضرب به المثل فقيل فيما استعظم: لأفعلنه لو قام فيه ما قام في الفاة، وما قام في لطمة الدعام. وفي ذلك يقول بعض أرحب:
سلبنا من حوال الملك قسراً ... بلطمة شيخ كهلان الدعام