وقال صالح بن حسان البصري: أدركت الشيوخ وهم يتعوذون بالله من الفاجر العالم بالسنة.
وما أحسن حكاية حاتم الأصم وهو ما أخرجه أبو نعيم الأصبهاني بإسناده إلى أبي عبد الله الخواصي- وكان من أصحاب حاتم الأصم- قال: دخلت مع حاتم الأصم الري ومعه ثلاثمائة وعشرون رجلًا يريد الحج عليهم الصوف والزمانقات ليس معهم جراب ولا طعام، فدخلنا على رجل من التجار متنسك بحب المتقشفين فأضافنا تلك الليلة، فلما كان من الغد قال لحاتم: يا أبا عبد الرحمن، ألك حاجة؟ فإني أريد أن أعود فقيهًا لنا هو عليل فقال حاتم: إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل والنظر إلى الفقيه عبادة، وأنا أيضًا أجئ معكم، وكان العليل محمد بن مقاتل قاضي الري قال: مر بنا يا أبا عبد الرحمن، فجاء إلى الباب مشرف حسن فبقى حاتم متفكرًا يقول: باب عالم على هذا الحال، ثم أذن لهم فدخلوا فإذا دار قوراء –يعني واسعة- وإذا بزة ومنعة وستور وجمع، فبقى حاتم متفكرًا، ثم دخلوا المجلس الذي هو فيه، فإذا يفرش وطيئة وإذا هو راقد عليها، وعند رأسه غلام بيده مذبة فقعد ابن مقاتل فساءله وحاتم قائم فأومأ إليه ابن مقاتل أن اقعد فقال: لا اقعد، فقال له ابن مقاتل: لعل لك حاجة، قال: نعم، قال: وما هي؟ قال: مسألة أسألك عنها، قال: فقم فاستو جالسًا حتى/ أسألك، فأمر غلمانه فأسندوه، فقال له حاتم: علمك هذا من أي جئت به، قال: الثقات حدثوني به، قال: عمن قال: قال: عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن؟ قال: قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم من أين جاء به؟ قال: عن جبريل –عليه السلام- عن الله سبحانه وتعالى، قال حاتم: ففيما أداه جبريل عن الله وأداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأداه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، وأداه أصحابه إلى الثقات، وأداه الثقات إليك، هل سمعت في العلم من كان في داره أمير، أو منعته أكثر كانت له المنزلة عند الله أكثر قال: لا