للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - عن عبد الله بن شداد قال: (سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: ٨٦] (١).

والنشيج رفع الصوت بالبكاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وهذا محفوظ عن عمر ذكره مالك وأحمد وغيرهما) (٢).

إذاً فالراجح هو أن البكاء من خشية الله لا يفسد الصلاة لقوة الأدلة وصراحتها وكذلك لأن هذا البكاء ليس من جنس الكلام كما تقدم.

أما استدعاء البكاء وتطلبه من قبل بعض الأئمة والاحتجاج بحديث سعد بن أبي وقاص: «فإن لم تبكوا فتباكوا». فإن هذا مردود بأمور:

١ - أن الحديث ضعيف.

٢ - أنه على فرض صحة الحديث فهو في قراءة القرآن كما هو نص الحديث حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا» (٣) وليس في الدعاء.

ومن المعلوم أن الدعاء عبادة توقيفية، وهذا الذي وصفت ليس عليه دليل لا من الكتاب ولا من السنة، فتحقق أنه لا أصل له في الشرع المطهر (٤).


(١) صحيح البخاري، باب إذا بكى الإمام في الصلاة (١/ ٢٥٢).
(٢) الفتاوى (٢٢/ ٦٢٢).
(٣) أخرجه ابن ماجه رقم (١٣٣٧)، البيهقي في شعب الإيمان رقم (٢٠٥١)، أبو يعلى رقم (٦٨٩)، وفي إسناده أبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع وهو ضعيف متروك.
(٤) تصحيح الدعاء للشيخ د. بكر أبو زيد رحمه الله، ص١٣٤.

<<  <   >  >>