للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أعجوبة

أحمد الله الواحد الذي لا إله غيره بلا مين، وأصلي وأسلم على من أنقذ الأمة من الضلال وجلا بأنواره عن القلوب القابلة للمعارف كل رين، وعلى آله وأصحابه المقتدين بأفعاله العاملين بآدابه، وبعد فإني تقابلت برجل من العرب في بلدة كلكتة عام اثنين وعشرين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية اسمه جواد ساباط اللطفي بن إبراهيم ساباط الساباطي ثم اشتهر بعد ارتداده عن الملة المحمدية وعدوله عنها إلى الملة المسيحية بناء نائيل ساباط فوجدته ظريفاً يتحدث بالنوادر والغرائب وواحد فيما يرويه من المضحكات والعجائب ولله در من روى عنه الحارث في المقامات ومن خلف مثله ما اضمحل ذكره ولا مات وله مصنفات في فنون شتى وقد أخبرني بأسماء كتب منها، وهي: القواعد الفركزية في الصرف والنحو بالفارسية وضروريات الصرف وربط الحمار في رد الاستعذار في إثبات

اجتهاد معاوية رداً على المولي باقر المدراسي ومقدمة العلوم في المنطق ةالموجز النافع في العروض ومختصر في القوافي والأنموذج الساباطي فيهما والتحفة الباقشيرية في الصنائع والبدائع وشراب الصوفية في أصولهم والسهام الساباطية في مجرباته والظائف الساباطية فيما أنشأه من الأدعية لنفسه وموجز الرمل وضرغاطة الرمل والدهماكة الساباطية في الصرف والنحو بالهندي، وله رسائل كثيرة تشتمل على ما هو بصدده مما يطول شرحه وبيانه وكتاب أنشأه بالعربية والفارسية يعجز عن حل، مشلاتهما أقرانه وشعر يخجل نظم أبي الهميسع المنسوب إليه لفظة حجلنجع وها أنا ذاكر في هذا الكتاب المشتمل على العجب العجاب من نظمه الذي هو أدق من السحر وأصلب من الصخر ما يلتذ به كل سامع وتشنف به المسامع، قال أصلح الله حاله:

إليك فعيشي في وصالك أبذخ ... وعين الحميا في الكؤوس تطخطخ

هجرت ولما تعلمي أيّ مهجة ... سلمت فإن الرأي عنك مشندخ

سلوت فتى لم يصحب المطل قوله ... كشخصي وشتان النهى والتمشيخ

ملكت زمام المجد طفلاً ويافعاً ... ونلت ذرى العليا وقد تمحزخ

وقمت لتقريع الرقيب وشرّقوا ... وصمت لتوبيخ العذول وصرخوا

<<  <   >  >>