أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه، وقال جعفر الصادق رضي الله عنه من لم يستحيي من العيب ويرعو عند الشيب ويخش الله بظهر الغيب فلا خير فيه وقال أفلاطون الحكيم لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده فإن الناس لا يسألون في كم فرغ وإنما ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعته وقال حبك للشيء ستر بينك وبين مساويه وبغضك له ستر بينك وبين محاسنه وقال إذا أنجزت ما وعدت فقد أحرزت فضيلتي الجود والصدق وقال من مدحك بما ليس فيك من الجميل وهو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح وهو ساخط عليك وقال السعيد من الملوك من تمت به رياسة آبائه والشقي منهم من انقطعت عنده وقال لا بقيت ليوم أذم فيه ما مدحت أو أمدح فيه ما زممته ذلك يوم ظفر الهوى فيه بالرأي والجهل بالعقل وقال لا تدفعنا عملا عن وقته فإن للوقت الذي تدفعه إليه عملاً آخر ولست تطيق ازدحام الأعمال لأنها إذا ازدحمت دخلها الخلل وقال لا تأسفن على شيء اغتصبته في هذا العالم فلو كان لك بالحقيقة لما وصل إلى غيرك وقال أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره وأقواهم من قوى على غضبه وأصبرهم من ستر فاقته وأغناهم من قنع عما تيسر له وقال أصعب الأحوال حال عجزت فيها عن تنقل إلى ما ترجو فيه راحة وأضيق المذاهب طريق لم تجد فيه معيناً لك ولا مشيراً عليك وقال ليس ينبغي للمرء أن يعمل الفكرة فيما ذهب ولكن ليعملها في حفظ ما يبقى له، وقال الرغبة إلى الكريم تخلطك به وتقر بك منه وترفع سجوف الحشمة بينك وبينه والرغبة اللئيم تباعدك منه وتصغرك في عينه وقال لا تبكتنّ أحداً في الظاهر بما تأتيه في الباطن واستحيي من نفسك فإنها تلحظ منك ما غاب عن غيرك وقيل لبقراط إن الكلام الذي قلته لأهل مدينة كذا لم يقبلوه فقال لا يلزمني أن يقبل وإنما يلزمني أن يكون صواباً وقال بعض ملوك الهند: المسيء لا يظن بالناس الأسوء لأنه يراهم بعين طبعه وقال بعض الحماء مثل الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل أعمى بيده سراج يستضيء به غيره وهو لا يراه وقيل لبعض الحكماء ما الصديق فقال هو اسم على غير معنى وحيوان غير موجود وقال آخر أطول الناس سفراً من كان في طلب صديق يرضاه وقال آخر: مغضب القادر عليه كمجرب السم في نفسه إن هلك فقتيل حق وإن نجا فطليق حمق وكان الحسن البصري يقول