للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بعد حين، ذا الخبز ما هو من ذاك العجين، سل المجرب ولا تسأل الحكيم، شرب السموم القاتلة ولا الحاجة إلى السفل، طار طيرك وأخذه غيرك، طوّل الغيبة وجاءنا بالخيبة، عنقود معلق في الهواء من لا يصل إليه يقول حامض، فقير ونقير وكلامه كثير، كأنه عصفور يأتيك بلاش ويأوي في العشاش، من عاشر غير جنسه دق الهم صدره، أهدوا هدية وعينهم فيها وهم يقولون الله يردّها، لا تعايرني ولا اعايرك الدهر حيرني وحيرك، لا أصل شريف ولا وجه ظريف، قال بعضا الحكماء من حزم الإنسان أن لا يخادع أحداً ومن كمال عقله أن لا يخدعه أحد، لا تنال القليل مما تحب إلا بالصبر على الكثير مما قد تكره، من أيقن بالمجازاة لم يعمل سوءاً، أنقص الناس عقلاً من عامل من هو دونه، لا شيء أسرع لإزالة النعمة من الظلم، ولله در القائل:

كم نعمة زالت بأدنى زلة ... ولكل شيء في تقلبه سبب

وقال آخر العقل وزير ناصح والمال ضيف راحل، الحسد كصداء الحديد لا يزال به حتى يأكله، من صحب الزمان رأى منه العجب، من طال عمره فقد أحبته، من اعتزل عن الناس سلم منهم، للدهر طعمان حلو ومر، أكمل الناس من ملك الرجال بجميل الخصال وأجهلهم من طلب ما لا ينال، اقتناء المناقب باحتمال المتاعب، من ظن أن الأيام تسالمه فهو مجنون، ومن اهتم بجمع المال فهو محزون، من أحب نكد الأعداء فليزدد شرفاً ومجدا، من تمسك بالدين علا قدره، ومن قصد الحق كمل فخره، وقال بعض الفضلاء: الحرص مفتاح الذل واتباع الشهوة مفتاح الندامة والقناعة مفتاح الراحة والتجربة مرآة العواقب وكثرة الخلوة بالنساء فساد للطباع والعقول، وقال بعض الحكماء الاغضاء عن الهفوات من أخلاق السادات، الأخلاء نفس واحدة في أجساد متباعدة، شر الناس من لا يرجى خيره ولا يؤمن ضيره، وقيل لبعض الأدباء أيّ الناس أطول ندامة؟ قال أما في الدنيا فصانع المعروف إلى من لا يشكره، وأما في الآخرة فعالم مفرط، وقال بعضهم جمال الإنسان كمال اللسان، من الضلال طلب المحال، بالحلم تسود يسود الإنسان وبالإيجاز يكمل اللسان، شكر الله سبحانه بالتعظيم وشكر الملوك بالدعاء لهم، وشكر الأصحاب بحسن الجزاء، أشر الأشرار من لا يقبل الاعتذار، من ساء خلقه ضاق رزقه، إذا كثرت الآراء خفى الصواب، ولله در من قال:

<<  <   >  >>