للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله وواحدة في ترك مجالسة السفهاء، ومن تزين بمعاصي الله في المجالس أورثه الله ذلا، يا بني من كنز الإيمان الصبر على المصائب، وإياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب البعيد ويبعد عنك القريب، يا بني كم نظرة جلبت حسرة وكم كلمة سلبت نعمة، لا شرف أعلى من الإسلام ولا لباس أجمل من العافية، يا بني التدبير قبل العمل يؤمنك الندم، ولا تؤيسنّ مذنباً على ذنبه فكم عاكف على ذنب خُتم له بالخير، وكم مقبل على عمله أفسده في آخر عمره فصار إلى النار، وقال عليه السلام (ما أقرب الراحة من النصب والبؤس من النعيم والموت من الحياة)، قال بعض الأدباء اختارت الحكماء أربع كلمات من أربعة كتب، من التوراة من قنع شبع، ومن الزبور من سكت سلم،

ومن الإنجيل من اعتزل نجا، ومن القرآن العظيم ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم، وقال حكيم حسن الخلق يوجب المودة وسوء الخلق يوجب المباعدة، والانبساط يوجب المؤانسة، والانقباض يوجب الوحشة، والكبر يوجب المقت، والجود يوجب الحمد، والبخل يوجب المذمة، وقال بعض الفضلاء إذا جهلت فاسأل وإذا زللت فارجع، وإذا أسأت فاندم، وإذا غضبت فاحلم، وقال حكيم: الدنيا عسل مشوب بسمّ وفرح موصول بغمّ فلا تغرنّك زهرتها ولا تفتننك زينتها فإنها سلابة للنعم أكالة للأمم، وقال آخر إذا طلبت العز فاطلبه بالطاعة وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، نور المؤمن في قيام الليل، وضع الإحسان في غير موضعه ظلم، وحدة المرء خير من جليس السوء، لا غنى لمن لا فضل له، من بسط يده بالإنعام صان نعمته عن الملام، يسود المرء بالإحسان إلى قومه، من وجه رغبته إليك أوجب مؤنته عليك، وقال حكيم القلب أسرع تقلباً من الطرف، لا صلاح لرعية فسد واليها، الوفاء يثبت الإخاء، لا تدخلنّ في أمر لا تكون فيه ماهراً، استصغر ما فعلت من المعروف ولو كان كبيرا، واستعظم ما أتاك منه ولو كان صغيراً، أظهر لعدوك الصداقة إذا رجوت نفعه، الضعيف المحترس من عدوّه أقرب إلى السلامة من القوي المغتر، فخرك بفضلك خير منه بأصلك، الفرع يدل على الأصل، قال جالينوس الحكمة في الهند، والكبر في الفرس، وقرى الأضياف في العرب، والصدق في الحبشة، وقساوة القلب في الترك، والشجاعة في الأكراد، والخيانة في الأرمن،

<<  <   >  >>