للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكثيرًا ما كانت تتمثَّل ببيت لبيد بن ربيعة (١):

ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ

وتقول: رحم الله لبيدًا فكيف لو رأى زماننا، وقال عروة بن الزبير: رحم الله أُمّ المؤمنين فكيف لو رأت زماننا (٢).

وقد عاشت أُمّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم معيشة الكفاف، فعنها رضي الله عنها قالت: «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ، مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، حَتَّى قُبِضَ» (٣).


(١) هو: لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، أحد شعراء الجاهلية البارزين، من أهل نجد ثم سكن الكوفة، وقد أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ولما أسلم لم يقل شعراً، وقال: يكفيني القرآن، مات سنة (٤١هـ).
ينظر في ترجمته: تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٧٠، والأعلام ٥/ ٢٤٠.
(٢) أخرجه معمر بن راشد في جامعه ١١/ ٢٤٦، رقم (٢٠٤٤٨)، والبخاري في التاريخ الأوسط ١/ ٥٦، رقم (٢١٠)، وأبو داود في الزهد ص (٢٧٧)، رقم (٣١٦)، وابن أبي شيبة في مصنفه ٥/ ٢٧٥، رقم (٢٦٠٤٠)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث) ٢/ ٨٤٥، رقم (٨٩٥)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم ٨/ ١٤٣، رقم (٣٤٥٣)، والحِنَّائِي في فوائده ١/ ٦٧٨، رقم (١٢٠)، والخطيب البغدادي في البخلاء ص (١١٩)، رقم (١٥٢)، والصِّيدَاوِيّ في معجم الشيوخ ص (١٠٣)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٥/ ٢٤٢٢، رقم (٥٩٢٤)، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٦/ ١٤٦: "هذا إسناد رواته ثقات".
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب: كيف كان عيش النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتخليهم من الدنيا ٨/ ٩٧، رقم (٦٤٥٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق ٤/ ٢٢٨١، رقم (٢٩٧٠).

<<  <   >  >>