للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بأكثر من واحد من شيوخه " (١). ... النوع الثالث: تدليس القطع: " وهو أن يحذف الصيغة ويقتصر على قوله مثلاً الزهري عن أنس " (٢).وهذا الصنيع يليق أن يسمى التدليس بحذف الصيغة، أي:"أن يسقط الراوي أداة الرواية مقتصراً على اسم الشيخ أو يأتي بها ثم يسكت ناوياً القطع" (٣).وبمقتضى هذا التعريف فإن تدليس القطع يكون على صنفين (٤): ... الأول: أن يقطع اتصال أداة الرواية بالراوي مقتصراً على اسمه فحسب. الثاني: أن يأتي بأداة الرواية ثم يسكت ناوياً القطع ويأتي بعد ذلك باسم الراوي. ومما يجدر التنبه له أن الإمام اللكنوي اعتبرهما –هذين الصنفين-قسماً قائماً بذاته من أقسام التدليس التسعة التي ذكرها في ظفر الأماني (٥). ... ومن الأمثلة عليه: صنيع هشيم في حديثه الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال حدثنا هشيم قال: إما المغيرة وإما الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم: لم ير بأساً بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب؛ سمعت أبي يقول: لم يسمعه هشيم من مغيرة ولا من الحسن بن عبيد الله. (٦) ومن أمثلته: ما كان يفعله عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي؛ قال ابن سعد في (الطبقات) فيه: (وكان يدلس تدليساً شديداً وكان يقول: " سمعتُ " و "حدثنا ثم يسكت ثم يقول: "هشام بن عروة، الأعمش") (٧) ا. هـ. ... وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكر عمر بن علي فأثنى عليه خيراً، وقال: (كان يدلس، سمعته يقول: حجاج سمعته، يعني: حدثنا آخر، قال أبي: هكذا كان يدلس) ا. هـ (٨) ومما يجدر التنبيه عليه أن لحافظ ابن حجر (رحمه لله) مثّل في (النكت) لتدليس القطع أو


(١) توضيح الأفكار، الصنعاني ١/ ٣٦٠.
(٢) طبقات المدلسين، ابن حجر العسقلاني ص ١٤،وينظر فتح المغيث، السخاوي ١/ ١٧٢،وتدريب الراوي، السيوطي١/ ٢٢٤،وتوضيح الأفكار، الصنعاني ١/ ٣٧٦.
(٣) المعتصر من مصطلحات أهل الأثر للشيخ عبد الوهاب بن عبد اللطيف ص ٣٤.
(٤) ينظر أسباب اختلاف المحدثين، خلدون الأحدب ١/ ٢٨٦.
(٥) ظفر الأماني ص٣٧٩ - ٣٨٠.
(٦) العلل (٢٢٢٩).
(٧) طبقات ابن سعد٧/ ٢٩١.
(٨) سؤالات عبد الله بن أحمد لأبيه٣/ ١٤.

<<  <   >  >>