للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الطبقة الثالثة: من توقف فيهم جماعة فلم يحتجوا بهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع وقَبِلَهم آخرون مطلقا كالطبقة التي قبلها: كالحسن (١) وقتادة (٢) وأبي إسحاق السبيعي (٣) وأبي الزبير المكي (٤) وأبي سفيان طلحة بن نافع (٥) وعبد الملك بن عمير (٦). ... الطبقة الرابعة: من إتُّفِقَ على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لغلبة تدليسهم وكثرته عن الضعفاء والمجهولين: ... كابن إسحاق (٧) وبقية (٨) وحجاج بن أرطاة (٩) وجابر الجعفي (١٠) والوليد بن مسلم (١١)،وسويد بن سعيد (١٢). ... الطبقة الخامسة: من قد ضُعِّفَ بأمر التدليس فرد حديثهم به لا وجه له إذ لو صرح بالتحديث لم يكن محتجا به كأبي جناب (١٣)،وأبي سعد البقال (١٤). ... وقد سار الحافظ ابن حجر على نهج العلائي في تقسيمه الرواة الموصوفون بالتدليس على خمس مراتب في كتابه طبقات المدلسين، وزاد على ما ذكره الحافظ العلائي في تحصيله عددا من الرواة (١٥) وهذه المراتب هي:

الأولى: من لم يوصف بذلك إلا نادرا كيحيى بن سعيد الأنصاري (١٦).

الثانية: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة (١٧).

الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة بشيء من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي (١٨).

الرابعة: من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد (١٩).

الخامسة: من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع الا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة.

أقول: وهذا التقسيم المذكور قد حرره الحافظ العلائي –كما مر – وقد أفرد أسماء المدلسين بالتصنيف علماء عدة؛ فمن القدماء الحسين بن علي الكرابيسي (٢٠) صاحب الإمام الشافعي ثم النسائي (٢١) ثم الدارقطني ثم نظم الحافظ شمس الدين الذهبي في ذلك قصيدة ذكرت أسماء المدلسين (٢٢) وزاد عليه تلميذه الحافظ أبو محمود أحمد بن المقدسي (٢٣) من تصنيف العلائي شيئا كثيرا مما فات الذهبي ذكره، ثم ذيل حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين الحافظ العراقي في هوامش كتاب العلائي أسماء وقعت له زائدة، ثم ضمها ولده العلامة قاضي القضاة ولي الدين أبو زرعة الحافظ ابن الحافظ (٢٤) إلى من ذكرهم العلائي وجعله تصنيفا مستقلا، وزاد من تتبعه شيئا يسيرا جدا، وأفرد


(١) ذكر مصنفوا الطبقات في هذا الفن ثلاثة كلهم اسمه حسن: وهم الحسن البصري وترجمته الميزان ١/ ٥٢٧،والتهذيب ٢/ ٢٦٣.،والحسن بن ذكوان وترجمته في الميزان ١/ ٤٨٩، التهذيب ٢/ ٢٧٦. والحسن بن مسعود الدمشقي، الميزان ١/ ٥٢٣. والحسن إذا أطلقت إنما يراد بها البصري –كما هو مقرر عند أهل الصنعة-.
(٢) هو السدوسي، ينظر الميزان ٣/ ٣٨٥،والتهذيب ٨/ ٣٥١ ..
(٣) ينظر الميزان ٣/ ٢٧٠،والتهذيب ٨/ ٦٣.
(٤) ينظر الميزان ٤/ ٣٧،والتهذيب ٩/ ٤٤٠.
(٥) ينظر الميزان ٢/ ٣٤٢،والتهذيب ٥/ ٢٦.
(٦) ينظر الميزان ٢/ ٦٦٠،والتهذيب ٦/ ٤١١.
(٧) هو ابن يسار صاحب المغازي. ينظر الميزان ٣/ ٤٦٨،والتهذيب ٩/ ٣٨.
(٨) هو بن الوليد، ينظر الميزان ١/ ٣٣١،والتهذيب ١/ ٤٧٣.
(٩) ينظر الميزان ١/ ٤٥٨،والتهذيب ٢/ ١٩٦.
(١٠) ينظر الميزان ١/ ٣٧٩،والتهذيب٢/ ٤٦.
(١١) جامع التحصيل ص ١١٣.
(١٢) ينظر الميزان ٢/ ٢٤٨،والتهذيب ٤/ ٢٧٢.
(١٣) ينظر الميزان ٧/ ١٧١،والتهذيب ١١/ ١٧٧.
(١٤) ينظر الميزان ٣/ ١٥٧،والتهذيب ٤/ ٧٩.
(١٥) طبقات المدلسين ص ١٢ - ١٣.
(١٦) تقدمت ترجمته.
(١٧) تقدمت ترجمته.
(١٨) تقدمت ترجمته.
(١٩) تقدمت ترجمته.
(٢٠) قال الأزدي: ساقط لا يرجه اليه، تنظر ترجمته في الميزان ٢/ ٣٠٠.
(٢١) كذا ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ١/ ٤٦٠،والحافظ في النكت ص ٢٦١،والطبقات ص ١٣،ولم أقف عليه لحد الآن، وقد فات الدكتور فاروق حمادة ذكره في مصنفات النسائي.
(٢٢) ذكرها تقي الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، وكذا أشار إليها سبط بن العجمي في كتابه التبيين لأسماء المدلسين ص٣٠،وذكر أن شيخه المقدسي ذكر له هذه القصيدة ولم يرها.
(٢٣) ينظر التبيين لأسماء المدلسين، سبط بن العجمي ص٣٠.
(٢٤) هوالحافظ الإمام الفقيه الأصولي المفنن أبو زرعة أحمد بن الحافظ الكبير أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين اعتنى به والده فأسمعه الكثير من أصحاب الفخر وغيرهم واستملى على أبيه ولازم البلقيني والبرهان الابناسي وابن الملقن والضياء القزويني وغيرهم وبرع في الفنون وكان إماما محدثا حافظا فقيها محققا أصوليا صالحا صنف التصانيف مات سنة ست وعشرين وثمانمائة ينظر طبقات الحفاظ، السيوطي ص٢٨.

<<  <   >  >>