لا شك بأن المعاتبة من آكد ما يحفظ الوداد بين العباد وإنما المعنى المعنيّ بالذم والمنع، هو القدر الزائد الذي لا ينفك عن السمع، ومتى كان العتاب مقرونا بالآداب التي سأذكر منها نزرا يسيرا، فإنه بذلك يكون للحب وحفظ الود معينا وظهيرا.
ادّخر عتابك للمواقف الحرجة.
إذا كنت تغضب في غير ذنب ... وتعتب من غير جرمٍ عليّا
طلبت رضاك؛ فإنْ عزّني ... عددتك ميتاً وإنْ كنت حيّا
(ابن أبي فنن)
"من لم يوآخِ إلاّ من لا عيب فيه قلّ صديقه، ومن لم يرضَ من صديقه إلاّ بالإخلاص له دام سخطه، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه". (رجاء بن حيوة)
ادّخار العتاب أوّل الأمور التي ينبغي مراعاتها؛ قال الأستاذ الخضر -رحمه الله-:
"إن الصديق لا يخلو وهو معرّض للغفلة والضرورة والخطأ في الرأي، أن يّخلّ بشيء من واجبات الصداقة؛ فإن كنت على ثقة من صفاء مودّة صديقك أقمت له من نفسك عذراً وسرت في معاملته على أحسن ما تقتضيه