وقد وقع لي من بعض من أحبّ، أنْ اتُهمْتُ عنده بذنب ما قارفتُه طرفة عين، فحام ذلك في نفسه طويلاً، حتى صرت حديث سوء على لسانه، وجانياً بما لم أقارفه لسوء ظنه وعمى إمعانه، ولو أنّه توجّه إليّ بالعتاب والملامة، لأبصرته الحقيقة بابتسامة، فزال الدّاء واتّصَلَ الرّجَاء وعمّ الهَناء، "ففي العتاب حياة بين أقوام"، ولكنّه التجليح وركوب الرأس، منّ الله علينا بالعافية:
ظواهر العتب للإخوان أحسن من ... بواطن الحقد في التسديد للخلل