للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا مايسمى بمعاني هذه الحروف يعنى هذه الحروف تعمل النصب وتدل على معاني في نفسها, وهذه المعاني لا تظهر إلا بدخولها على الجملة الاسمية ولذلك هذه النواسخ كلها الثلاثة الأبواب، إنما دخولها وعملها في الجمل لا في المفردات ولذلك كان زيد قائم أحدثت العمل الرفع والنصب في الموضعين المبتدأ والخبر فدل على أنها داخلة على الجملة ولم تدخل على المفرد وكذلك إن وأخواتها (أَكِّدْ بِإِنّ) , إن وأن يتفقان في أنهما موضوعان لتأكيد الحكم المقترن بأحدهما التأكيد هو التقوية إن وأن تفيدان التأكيد, تأكيد ماذا؟ تأكيد ثبوت الخبر للمبتدأ لاسمها وهذا إنما يكون جوابا أو كلاما للمتردد أو الممكن يعنى هذا التركيب لا يستعمل عند إلقاء الخبر لمن لم يسمع بالخبر فإذا لم يسمع زيد من الناس " زيد مسافر "ما يعرف أن زيدا مسافر فلا يصح أن تقول له " إن زيدا مسافر " هذا خطأ التركيب لماذا؟ لأن إن تفيد التقوية والتأكيد فإذا كان كذلك إنما يأكد لمن؟ لخال الذهن عن الخبر أو للمتردد والممكن!؟ لا شك أنه الثاني حينئذ تقول زيد مسافر ولا يصح أن تقول " إن زيدا مسافر ", لأن التأكيد والتقوية لا يكون لخال الذهن يعنى للذي لم يسمع بالخبر أصلا وإنما الذي يجادل عنده علم أو نوع جدل أو نوع إنكار أو تردد حينئذ يأتي التأكيد ولذلك نقول في أول هذا النظم 'إن الكلام عندنا فلتستمع' نقول هذا هذا حشو يعنى زيادة في الكلام لأن الكلام تعريفه إنما يلقى على المبتدأ, والمبتدأ ليس عنده تردد أو إنكار ولذلك إذا قال " حد الكلام عندنا فلتستمع " لكان أولى إذن إن وأن يفيدان التأكيد, التأكيد يعنى تقوية الخبر لمن للمتردد والشاك في الخبر حينئذ تنفي الشك فيه والإنكار له، (أكد بإن) أن فإذا قلت إن مالكا لعالم حينئذ نقول إن عند العرب أو الحرف المؤكد على جهة العموم يقوم مقام تكرير الجملة مرتين أو ثلاثة هذا الخلاف عند الصرفيين والنحاة فإذا قلت " إن زيدا قائم " في قوة قولك " زيد قائم, زيد قائم زيد قائم " حذفت الجملة الثانية والثالثة وجيء بالحرف المؤكد هذا كل مؤكد في لسان العرب حتى حرف الجر الزائد الذي يزاد في الكلام كما ذكرنا في الأمثلة أمس (هل من خالق غير الله) هذا في قوة قولك هل خالق غير الله هل خالق غير الله هل خالق غير الله فالتأكيد يكون بالتكرار هذا هو الأصل ولكن لأن لا يثقل عند السامع تكرار الجملة كما هي (هل خالق غير الله) جيء - حذفت -الجملة الثانية أو الثالثة على الخلاف وجيء بهذا الحرف ولذلك ليس كمثله شيء الكاف الزائدة على الصحيح وهي في قوة قولك ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء وهذا إنما يكون لمن؟ لمن يكون عنده شيء من الإنكار أو التردد.

إذن التأكيد للجمل يكون في قوة تكرارها مرتين أو ثلاثة هذا خلاف من بين النحاة والبيانيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>