للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"ألا ليت الشباب يعود يوما "عجوز ألا ليت الشباب يعود يوما, تمنى أو لا تتمنى في الدنيا ستبقى على ما أنت عليه وتمضي, إذن ليت الشباب يعود نقول هذا تمنى ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر كقول الفقير" ليت لي قنطاراً من الذهب " أو جبلا من الذهب نقل هذا ليس بمحال يعنى يمكن لكنه فيه عسر.

(وللتمني) ليت عندهم يعنى في حكمهم عندهم والأصل في عند أنها ظرف مكان أو زمان لكن هنا لا يمكن حملها على النوعين، حينئذ تفسر بالحكم (حصل) يعنى وجد وثبت (وللترجي والتوقع لعل) , يعنى لعل للترجي لعل مبتدأ مؤخر للترجي خبر مقدم والتوقع معطوف عليه الترجي طلب المحبوب بالمستقرب حصوله يعنى محبوب وليس بمكروه وقريب الحصول" لعل الله يرحمني," نقل هذا ترجي وهو طلب محبوب وهو رحمة الله عز وجل وهو مستقرب (إن رحمت الله قريب من المحسنين) فأحسن, حينئذ تقل لعل الله يرحمني والتوقع هو الإشفاق لعل زيدا هالك الإشفاق هو توقع المكروه لعل زيدا هالك إذن لعل هنا أفادت التوقع إذا هذه المعاني لهذه الأحرف ولذلك لما تضمنت هذه المعاني عملت فنصبت ورفعت وإذن الأصل في الحروف أنها لا تعمل.

-النوع الثالث: ما ينصب المبتدأ والخبر وهو باب ظن وأخواتها, باب ظن وأخواتها ,الأخوات في هذه الأبواب الثلاثة المراد بها النظائر يعني أخواتها يعنى نظائرها في العمل, الأخوة هنا جاءت من حيث العمل والاشتراك بينهما أو بينها هو العمل وهي أفعال قلوب:

اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ مُبْتَدَا ... وَخَبَرًا وَهْيَ ظَنَنْتُ وَجَدَا

رَأَى حَسِبْتُ وَجَعَلْتُ زَعَمَا ... كَذَاكَ خِلْتُ وَاتَّخَذْتُ عَلِمَا

تَقُولُ قَدْ ظَنَنْتُ زَيدًا صَادِقَا ... فِي قَوْلِهِ وَخِلْتُ عَمْرًا حَاذِقَا

اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ ,هذا النوع الثالث من أفعال الناسخة للمبتدأ وظن وأخواتها وهي قسمان:

-أفعال القلوب هذا قسم.

- أفعال التحويل هذا قسم.

-أفعال القلوب: سميت بذلك لأن معانيها قائمة بالقلب, ظن, الظن أين يكون؟ في القلب

-أفعال التحويل: كأن فيها شيئا من التصيير.

وأفعال القلوب قسمان:

الأول: ما يدل على اليقين, معلوم أن اليقين حكم الجازم، وذكر منها الناظم هنا ثلاثة: وجد ورأى وعلم, وهذه تدل على اليقين لأن تفيد في الخبر يقينا.

الثاني: أفعال الرجحان والشك، يعنى تفيد الإدراك الراجح وذكر منها الناظم هنا ظن وحسب وجعل وزعم وخالَ.

وأفعال التحويل ذكر منها: اتخذ هذا الذي ذكره الناظم.

(اِنْصِبْ) ,هذا أمر والأمر يقتضي الوجوب لغة وشرعا حينئذ يجب النصب لكن في بعض الأحوال, (اِنْصِبْ بِأَفْعَالِ القُلُوبِ) يعنى بفعل من أفعال القلوب متى؟ إذا دخل على الجملة الاسمية المبتدأ والخبر وذلك بعد استيفاء فاعلها, زيد قائم تدخل عليه ظن تقول: ظننت التاء من أين جئت بهذه؟ تاء هي فاعل لماذا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>