للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَقُولُ قَامَ القَومُ إِلاَّ عَمْرَا وَقَدْ أَتَانِي النَّاسُ ... إِلاَّ بَكْرَا

هذا ما يتعلق (بإلا) قلنا بدأ بها؛ لأنها أم الباب المستثنى بـ - إلا - له ثلاث حالات:

الأولى: وجوب النصب.

والثانية: جوازه يعنى لا يجب سواء كان راجحا أو مرجوحا، على الخلاف.

الثالث: أن يكون على حسب العوامل ثلاث حالات الأولى ما هي؟ وجوب النصب يعنى لا يجوز غيره الثاني جواز النصب يعنى يجوز غيره وهو الاتباع كما سيأتي، الثالث بحسب العوامل بدأ بالحالة كلها نظمها الناظم ليست زيادة كلها نظمها الناظم.

الحالة الأولى قال:

(إِذَا الكَلاَمُ تَمَّ) تمام الكلام هنا في باب الاستثناء أن يذكر المستثنى منه يعنى المستثنى منه قد يحذف وقد يذكر إذا ذكر وصف الكلام بكونه- تاما - فإذا قيل هنا الكلام تام؟ يعنى تفهم منه أن " المستثنى منه " مذكورا ما هو المستثنى منه؟ ما قبل إلا.

" قام القوم إلا زيدا " عندنا " قام القوم إلا زيدا " (قام) هذا العامل، هو الذي نصب زيدا " القوم " هذا فاعل ويسمى مستثنى منه الذي أخرجنا منه زيد أخرجناه بأي شيء بأي واسطة بـ " إلا " إذن إلا حرف استثناء أو أداة استثناء (زيدا) مستثنى إذن المستثنى يكون ما بعد إلا والمستثنى منه المخرج منه يكون ما قبل إلا وأداة الاستثناء تكون متوسطة بين المستثنى والمستثنى منه (قام) هو الذي عمل في المستثنى منه وبالمستثنى معا، خلاف لابن مالك رحمه الله تعالى حيث قال:

ما استثنتِ إلا ........

يعنى إلا هي التي نصبت والصحيح: أنه بالفعل وإن قيل بواسطة إلا فلا إشكال، أما أن يكون الناصب بإلا فحسب هذا محل نظر.

إذن (إِذَا الكَلاَمُ تَمَّ) , هذا الشرط الأول (وهو موجب) كلام تام موجب يعنى: لم يتقدم عليه نفي ولا شبهه.

والمراد بشبه النفي هنا هو: النهي والاستفهام، إذن هذان شرطان, الأول: تمام الكلام والثاني: أن يكون موجبا يعنى مثبتا غير منفي فرق بين أن تقول " قام القوم " وبين " ما قام القوم " المراد الأول أم الثاني الأول قام القوم لم يتقدم عليه حرف نفي ولا شبه النفي.

(فَمَا أَتَى مِنْ بَعْدِ إِلاَّ) هذا الشرط الثالث أن يكون الاستثناء بحرف – إلا - على جهة الخصوص فما أتى من بعد إلا ما هو الذي أتى من بعد إلا؟ - المستثنى -قال (يُنصبُ) فما اسم موصول، بمعنى الذي يعنى " الاسم الذي أتى من بعد إلا ينصب" أو فما أتى أي المستثنى الذي أتى من بعد إلا على جهة الخصوص ينصب وجوبا، قيِّدْهُ؛ لأن" يُنصب " هذا فعل إخضاع لا يدل على الوجوب ولكن مراد الناظم هنا الوجوب (ينصب) أي وجوبا متى إذا اجتمعت فيه هذه الشروط الثلاثة ما هي؟ أن يكون الكلام تاما يعنى ذكر المستثنى منه لم يحذف أن يكون موجبا أن يكون الاستثناء بإلا حينئذ وجب النصب هنا ولا يجوز الاتباع البتة (تقول قام القوم إلا عمرا) " قام " فعل ماض " القوم "فاعل "إلا" حرف استثناء "عمرا" منصوب على الاستثناء وهنا القوم المستثنى منه مذكور إذن الكلام تام قام لم يتقدم عليه نفي أو شبهه إذن الكلام موجب الأداة هي حرف إلا إذن يتعين أن يقال إلا عمرا ولا يجوز إلا عمر هنا واجب النصب لوجود هذه الشروط الثلاثة.

(وقد أتاني الناس إلا بكرًا) هذا مثال آخر تأكيد على ما سبق (وقد أتاني الناس) أتى فعل ماضي و (قد) حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أتى) فعل ماضي مبني على الفتح المقدر والنون للوقاية وياء مفعول به (والناس) فاعل (إلا بكرا إلا) حرف استثناء و (بكرا) منصوب على استثناء حكم النصب الوجوب لأنه كلام تام قد أتاني لم يتقدمه نفي ولا شبهه الناس هو المستثنى منه وهو مذكور إذن واستثناء بإلا إذن بكرا يجب نصبه الحال الثاني أن يكون تاما وبإلا لكن يفقد شرط واحد وهو الإيجاب إذا الكلام تم ,تم هو الحال موجب جاء نقيضه وهو أن يكون منفيا ولذلك قال:

وَإِنْ بِنَفْيٍ وَتَمَامٍ حُلِّيَا

فَأَبْدِلَ اوْ بِالنَّصْبِ جِيءْ مُسْتَثْنِيَا ... كَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ الاَّ صَالِحُ

أَوْ صَالِحًا فَهْوَ لِذَيْنِ صَالِحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>