للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصّرف علم الصرف علم صعب تعرف هذا ابتداءً، والنحو أسهل منه بكثير الذي صعب عليه النحو سيصعب عليه الصرف إلا أن يشاء الله، يستعين طالب العلم بالله عز وجل، ولذلك الحفظ في فن الصرف أكثر من الحفظ في فن النحو، والفهم في فن النحو أكثر من الفهم في فن الصرف، ولذلك الشوكاني رحمه الله تعالى في ((أدب الطلب)) قال: ولن يلم طالب العلم بشتات هذا الفن حتى تكون الشافية في صدره. أو قال: من محفوظاته. ((الشافية)) لابن حاجب رحمه الله تعالى، ((الشافية)) كتاب متوسط ليس بالطويل ولا بالقصير، فهذه ((الشافية)) جمعت علم الصرف من أوله إلى آخره كقواعد عامة وهي مختصرة ولها شروح ونظمت .. إلى آخره، فعلم الصرف علم فيه شيء من شتات فيحتاج إلى ضبط، هو في نفسه صعب - ونحن نحاول أن نيسر الأمر لكن لا بد من ذكر بعض الأصول -.

كما ذكرنا أن هذه الدورات المراد بها الاختصار في ما يمكن اختصاره كالعلل، العلل النحوية كما مر معنا حذفنا كثير منها، وهنا كذلك إلا ما لا بد منه فيذكر وأما القواعد والتأصيلات فلا بد من ذكرها، وأما حل المتن فلا بد من ذكره، فك العبارة هذا فرض عين في الشرح.

إذًا الميزان الصرفي، ميزان مأخوذ من الوزن والأصل فيه مِوْزَان، سَكَنَتْ الواو وكُسِرَ ما قبلها، والقاعدة أنه إذا سَكَنَتْ الواو وانْكَسَرَ ما قبلها وجب قلب الوا ياءً، قيل: مِيزَان. إذًا هذا أول ما يتعلق بالميزان، مِيزَان على وزن مِفْعَال مأخوذ من الوزن، سبق في حد الصرف العلمي علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم، الأبنية جمع بناء، والمراد به الوزن ويُسَمَّى مثالاً عند الصرفيين وكذلك عند النحاة، وهو هيئة الكلمة، أي: الحركات والسكنات وعدد الحروف وترتيبها، حركات وسكنات وعدد الحروف وترتيب الحروف، أَلَّفَ الصرفيون لمعرفة وضبط بِنْيَةِ الكلمة، أَلَّفُوا يعني: ابتكروا. ابتكروا ماذا؟ ابتكروا ما يُسَمَّى بالميزان الصرفي، هو مبتكر، العرب ما نطقت بهذا، ما نطقت بفَعَلَ، وإنما نطقت بقَتَلَ وَضَرَبَ، وما نطقت بفَعِلَ، ما نطقت بفَعِلَ وإنما نطقت بعَلِمَ، وكذلك فَعُلَ .. إلى آخره، فالأوزان هذه مبتكرة يعني: من ابتكار الصرفيين، وهو مما يدل على عقولهم الفذة.

أَلَّفَ الصرفيون لمعرفة بنية الكلمة من حيث الهيئة الحركات والسكنات ما أسموه بالميزان، توزن به الكلمة لمعرفة الحركة والسكون والحرف الأصلي من الزائد، والترتيب، أو التقديم والتأخير، وهكذا .. كما سيأتي، فجعلوا له ضوابط، الأول، سأسردها بهذه الطريقة من أجل التيسير:

<<  <  ج: ص:  >  >>