هذا النوع الثاني من المصدر الميمي وهو ما كان من غير الثلاثي، عرفنا أن الثلاثي يكون على وزن مَفْعَل أو مَفْعِل، المصدر الميمي اسم الزمان اسم المكان إما مَفْعَل أو مَفْعِل على التفصيل السابق.
فمن الرباعي والخماسي والسداسي كيف نأتي بالمصدر الميمي؟ كيف نشتق المصدر الميمي هو الذي عناه الناظم بقوله:(وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ). ... (وَمَا) أي: الفعل الذي عدا أي: جاوز الفعل الثلاثِ، الثَّلاثِ أي: الثُّلاثِيّ بتشديد الياء، هذا الأصل فأسقط ياء النسب للضرورة، وأطلق هنا (مَا عَدَا الثُّلاَثِ) يدخل تحته سواء كان رباعيًّا مجردًا أو مزيدًا مُلحقًا كان أو مَوازنًا أو خماسيًّا أو سداسيًّا كل ما لم يكن ثلاثيًّا فهو داخل تحت هذا الحكم سواء كان من الثلاثي أو من الرباعي يعني من السداسي، سواء كان الخماسي من الثلاثي أو من الرباعي أو كان السداسي من الثلاثي أو من الرباعي فحينئذٍ الحكم يكون عامًا.
(وَمَا عَدَا الثُّلاَثِ كُلاًّ) يعني: كلاً من المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان (اجْعَلاَ) كلاً هذا مفعول أول لقوله: (اجْعَلاَ). اجعلنْ هذه الألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة اجعلنْ كلاً، القياس عندهم أن الفعل المؤكد لا يتقدم عليه عامله هذا الأصل، اجعلنْ كلاً، يكون متأخر لكن للنظم هنا قدمه إذًا (كُلاًّ) هذا مفعول أول لاجعل، وقوله:(وَمَا). هذا اسم موصول بمعنى الذي مبتدأ، واجعل كلاً (مِثْلَ) هذا مفعول ثاني لاجعل، والجملة اجعل ومفعولاها في محل رفع خبر المبتدأ، والذي تجاوز الثلاثي اجعل كلاً منه (مِثْلَ مُضَارِعٍ)، (مِثْلَ) يعني: شبه. (مُضَارِعٍ) أي: فعل مضارع. وأطلق المضارع هنا فيُحمل على إطلاقه يعني: يَفْعُل وَيَفْعَل وَيَفْعِل لأنه لم يخصه بنوع دون نوع. فحينئذٍ (مِثْلَ مُضَارِعٍ) يعني: شبه فعل مضارع سواء كان بفتح العين أو ضمها أو فتحها.