ثم شرع يبين لنا المضارع أنه يُعَلَّم بأحد حروف ((نأتي)) بشرطٍ تكون (لِمَشْهُوْرِ الْمَعَانِي تَأْتِي)، ثم بَيَّنَ حركة هذه الحروف في أول الفعل المضارع، (فَإِنْ بِمَعْلُوْمٍ فَفَتْحُهَا وَجَبْ) يعني: إن لم يكن مبنيًا للمجهول (فَفَتْحُهَا وَجَبْ إلاَّ الرُّبَاعِيْ) يعني: المضارع الثلاثي مأخوذ من الماضي الثلاثي، وكذلك الخماسي، والسداسي، النظر يكون للماضي حينئذٍ ما عدا الرباعي يُفتح حرف المضارعة، ذَهَبَ يَذْهَبُ، ضَرَبَ يَضْرِبُ، طَلَقَ يَنْطَلِقُ، اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ، ما عدا الرباعي استثناه بقوله:(إلاَّ الرُّبَاعِيْ). أي: إلا المعلوم الرباعي مطلقًا (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ)، (غَيْرُ ضَمٍّ) الذي هو الفتح إن كان دخل فيه الكسر إلا أنه مقابلٌ بما سبق، (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ) يعني: متروك، إذا كان متروك (غَيْرُ ضَمٍّ مُجْتَنَبْ) يعني: الفتح (مُجْتَنَبْ) يجب اجتنابه.
ثم انتقل إلى حرف الذي قبل الأخير ما حركته؟ قال:(وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ). أي: الحرف الذي استقر (قُبَيْلَ) أي: قبل وهذا به تصغير من أجل الوزن فقط وإلا المراد به قبل الآخر، للمضارع المعلوم لأن المضارع المبني للمجهول يكون ما قبل الآخر مفتوحًا هذا هو الأصل (وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا) دائمًا ضَرَبَ يَضْرِ يَضْرِبُ، يُدَحْرِ يُدَحْرِجُ، يَنْطَلِقُ، يَسْتَخْرِجُ هذا ضابط جيد أن ما قبل الآخر في الفعل المضارع المبني للمعلوم يكون مكسورة
يعني: الرباعي، والخماسي، والسداسي إن كان في بعض الثلاثي كذلك لكنه ليس مطردًا (مِنَ الَّذِي) يعني: حال كون (مَا قُبَيْلَ الآخِرِ) كائنًا من الفعل المضارع المعلوم (الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ) يعني: على أحرفٍ ثلاثةٍ ... (عَدَا) يعني: جاوز الثلاثة، يعني: الرباعي، والخماسي، والسداسي، من الذي عدا على ثلاثة (عَدَا) بمعنى جاوز، والضمير هنا يعود على ... (الَّذِي) وهو صلة الموصول، (الَّذِي) يعني: فعل مضارع معلوم (عَدَا) يعني: تجاوز ثلاثة أحرف.