بدأ بالبسملة على ما هو معتادٌ عند أهل العلم وأرباب التصريف أن يبدؤوا المصنفات بالبسملة طلبًا للبركة والاستعانة بالله عز وجل، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) أنظم، أي: أستعين بالله تعالى، والباء حينئذٍ تكون للاستعانة وسبق الكلام مفصلاً مجملاً على البسملة وما يتعلق بها، ثم قال الناظم رحمه الله تعالى:
(عَبْدٌ) هذا فاعل يقول، (يَقُوْلُُ) فعل مضارع مرفوع وفاعله (عَبْدٌ)، (بَعْدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ)، (بَعْدَ حَمْدِ)، (بَعْدَ) ظرف زمان كثيرًا أو مكانٍ قليل، يعني: يعتبر بهذا وذاك، تأتي زمانية وتأتي مكانية، وهو ظرفٌ مبهم لا يفهم معناه إلا بالإضافة لغيره على ما هو مشهورٌ، (بَعْدَ حَمْدِ) هنا بالنص (بَعْدَ) يقول: (بَعْدَ) متعلق بيقول وهو الناصب له، (بَعْدَ حَمْدِ) بعد مضاف وحمد مضافٌ إليه إضافة لامية لأنها لا تصح أن تكون بمعنى: من ولا بمعنى: في، (بَعْدَ حَمْدِ) والحمد هنا مصدر حَمِدَ يَحَمَدُ حَمْدًا، والْحَمْدُ هو ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله، كأنه حَمِدَ الله تعالى بعد البسملة، وهذا هو الشأن أن يجمع بين البسملة والحمدلة، (بَعْدَ حَمْدِ ذِي الجَلاَلِ) يعني بعد حمدي أنا، والفاعل محذوف و (حَمْدِ) مضاف، و (ذِي الجَلاَلِ)، (ذِي) مضافٌ إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله إضافة لامية، (حَمْدِ) أنا (ذِي الجَلاَلِ) هذا الأصل فيه، (ذِي) بمعنى الصاحب وهي من الأسماء الستة، و (حَمْدِ ذِي) كذلك الإضافة لامية، و (ذِي) مضاف، و (الجَلاَلِ) مضافٌ إليه، مصدر جَلَّ الشيء يَجِلُّ عَظُمَ، يَجِلُّ بالكسر جَلَّ يَجِلُّ بالكسر عَظُمَ، فهو جَلِيلٌ، وجلالة الله تعالى عظمته.