[نعم](سِوَى ذَا) أي غير (ذَا) مما فتحت عينه في الماضي والمضارع ولم تكن عينه أو لامه حرفًا حلقيًّا (اتَّضَحَا)، (بِالشُّذُوذِ) الألف للإطلاق، (بِالشُّذُوذِ) متعلق بقوله (اتَّضَحَا) والشذوذ مصدر شذَّ، شَذَّ شذوذًا، المضعف شذَّ المضعف إذا انفرد عن غيره أو نفر، والمراد هنا بالشذوذ انفرد [نعم] المراد هنا بالشذوذ الخروج عن القياس دون الاستعمال، و (اتَّضَحَا) بمعنى ظهر، والألف للإطلاق وفاعله ضمير و (سِوَى ذَا) والجملة خبره يعني خبر (سِوَى)، فأَبَى يَأْبَى ونحوه خارج عن القياس فلا يقاس عليه غيره، ما خرج عن القياس غيره عليه لا يقاس، ولا يرد ناقضًا للشرط السابق لماذا؟ لأن الشاذ هذا حكمه لا يعتبر نقضًا للشرط السابق فهو شاذٌّ أي مخالف للقياس ولا يعتد به ولا يقاس عليه غيره سواء كان وجوده قليلاً أو كثيرًا، حينئذ يرد إشكال نقول: أَبَى شَاذٌّ، وحكم عليه الصرفيون بأنه شاذّ وقد جاء في فصيح الكلام {وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ}[التوبة: ٣٢] فكيف نحكم عليه بأنه شاذّ ونحن قلنا في استمداد علم الصرف بل لسان العرب: أن أول ما يستمد منه كلام الله تعالى، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلام العرب. وقد جاء في كلام الله، وجاء في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك، وجاء في كلام العرب فكيف نحكم عليه بأنه شاذٌّ؟
نقول: وصفه بالشذوذ لا ينافي وقوعه في فصيح الكلام، لأن الشاذ عند الصرفيين ثلاثة أقسام:
الأول: قسم يخالف القياس دون الاستعمال. عندنا أمران قياس المراد بالقياس هنا القواعد العامة التي يذكرها الصرفيون، يُقَعِّدُون قاعدة ما لم تنطبق عليه الْقَاعِدَة حكموا عليه بأنه خارج عن القياس ولو كثر استعماله، إذًا مجرد اصطلاح، مجرد اصطلاح فَقَعَّدوا قاعدة أنه إذا كان فَعَلَ يَفْعَلُ لا بد أن يكون عينه أو لامه حرفًا حلقياً ما خرج عنه فهو شاذٌّ، سواء كان الخارج قليلاً أو كثيًرا، ووُجِدَ في فصيح الكلام أو لا، وإنما أرادوا بهذا بوصفه بكونه شاذًّا أنه لم تنطبق القاعدة عليه، إذًا مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح.