النوع الثاني: فَعِلَ، وله بابان بالاستقراء والتتبع، كانت القسمة العقلية تقتضي أكثر من ذلك، فَعِلَ بكسر العين، يَفْعَلُ هذا الباب الرابع، كَعَلِمَ يَعْلَمُ، وَفَعِلَ يَفْعِلُ توافقا. فَعِلَ يَفْعَلُ هذا: قياس. وَفَعِلَ يَفْعِلُ اتحاد الكسر في الموضعين هذه ألفاظٌ محفوظة، يعني: معدودة تحفظ ولا يقاس عليها، ليس بمطرد، وإنما لا بد أن يسمع فيه: فَعِلَ يَفْعِلُ، وهذا هو: الباب الخامس.
فَعُلَ ليس له إلا بابٌ واحدٌ وهو: فَعُلَ يَفْعُلُ كَرُمَ يَكْرُمُ، وهذا لا يأتي إلا لازمًا. يعني: لا يكون متعديًا بخلاف الأبواب السابقة، فمنها: المتعدي، ومنها اللازم، وإن اختلف القلة والكثرة. هذا ما يتعلق بالثلاثي المجرد، ثم انتقل الناظم رحمه الله تعالى إلى بيان ما يتعلق بالرباعي المجرد. وهو: ما كان ماضيه على أربعة أحرف أصول رباعي، فقال رحمه الله تعالى:
ذكر الشطر الأول الرباعي المجرد، وذكر في الشطر الثاني على جهة الإجمال: الملحق بالرباعي. عندنا: رباعي، وعندنا الملحق بالرباعي انتبهوا. (ثُمَّ) هذه للترتيب الذكري، يعني: يأتي بعد ذكر الثلاثي المجرد، يأتي ذكر الرباعي. هذا الانتقال إنما يكون من أدنى إلى أعلى كما هو مطردٌ عقلاً. ... (ثُمَّ الرُّبَاعِىُّ) يعني: ثم الفعل الرباعيّ، إذا مر بك: الثلاثي، والرباعي، والخماسي، والسداسي فاعلم أنها أوصافٌ لموصوفاتٍ محذوفة. دائمًا تقدر تقول: الثلاثي، يعني: الفعل الثلاثي. الرباعيّ، يعني: الفعل الرباعيّ، أليس عندنا الرباعي هكذا لأنه منسوبٌ إلى أربعة، والثلاثي منسوبٌ إلى ثلاثة، ما هو الموصوف نحتاج إلى تقدير موصوف ولكن يختصر الكلام، ويقال: الثلاثي، والرباعي، والخماسي، وإلا الأصل أنه يقال: الفعل الثلاثي، والفعل الرباعي، والفعل الخماسي، وهكذا، إذًا (ثُمَّ الفعل الرُّبَاعِىُّ) الذي حروفه الأصلية أربعة، ومرَّ معنا أنه: لا يزيد الفعل المجرد على أربعة أحرف لأنه ثقيل، وإذا كان ثقيلاً حينئذٍ لا بد من التخفيف في الحروف، والقياس أن يقال: أَرْبَعِيٌّ كما مرَّ معنا في ثُلاثيّ بضم الثاء والأصل أن يقال: ثَلاثيّ بفتح الثاء لأنه نسبةً إلى ثَلاث، هنا النسبة إلى أربعة، والنسبة إلى أربعة إنما يقال: أَرْبَعِيٌّ، حصل شذوذٌ من جهتين، حذفت الهمزة، وضُمَّت الراء، وزيد ألف أيضًا هذا ثالث، رباعيٌ الألف هذه ليست في أربعة، إذًا حصل شذوذ من ثلاثة أوجه:
الأول: حذف الهمزة، رباعيٌّ حذفت الهمزة.
ثانيًا: حركت الراء بالضمة وهي ساكنة في الأصل، أَرْبَعِيٌّ زيد ألف بعد الباء رباعيٌ وهذا يقال: فيه خطأٌ مشهورٌ وعندهم: أنه أولى من صوابٍ مهجور.