علمنا أن المحذوف كان مع اسمها وبعد إن، ولو، كثيرًا لاشتهر، إذًا:(انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ) إن كان فعل شرط حينئذٍ يكون محذوفًا إن كان الملحق ضمير رفع، إن كان الملحق كان فعل ماضي ناقص والملحق اسمها، (ضَمِيْرَ رَفْعٍ) ضمير خبر. إذًا كان محذوفة مع اسمها وتقديره الملحق (ضَمِيْرَ رَفْعٍ حُرِّكَا) أي: متحرك. صفة لضمير رفع، (حُرِّكَا) الألف للإطلاق نعت للضمير، (حُرِّكَا) يعني: متحركًا. متحرك (ضَمِيْرَ رَفْعٍ) متحركًا، واحترز بإضافته لرفع من ضمير النصب، لم خص ضمير الرفع؟ احترازًا عن ضمير النصب حينئذٍ يكون باقيًا على أصله وهو الفتح ضَرَبَنَا زَيْدٌ، نا هنا نصب وبقيد التحريك عن واو الجمع لأنه ضمير رفع لكنه ساكن، وشمل ضمير الرفع المتحرك تاء المتكلم ضَرَبْتُ، إذًا ضَرَبَ فعل ماضي اتصل به ضمير رفع متحرك ضَرَبْتُ سكن آخره حينئذٍ على ما اشتهر، وهو ما ذكره الناظم ضَرَبَ فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء فاعل، والصحيح أن الفتح مقدر ضَرَبْتُ، نقول: مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع كراهة أربع متحركات وهو كالكلمة الواحدة.
إذًا الصحيح أن الفعل الماضي مطلقًا آخره يكون مبني على الفتح سواء كان الفتح ظاهرًا أو مقدرًا، سواء اتصل به شيء أو لا، إن لم يتصل به شيء وأمكن إظهار الفتحة فهي ظاهرة، وإلا فهي مقدرة، اتصل به وسُكِّنَ آخره لعارض أو ضم لعارض حينئذٍ نقول: هذا العارض لا يمنع تقدير ماذا؟ الفتحة، لا يمنع تقدير الفتح فيبقى على أصله. (وَسَكِّنِ انْ) بإسقاط الهمزة (وَسَكِّنِ انْ ضَمِيْرَ رَفْعٍ حُرِّكَا) إذًا شمل ضمير الرفع المتحرك: تاء المتكلم، والمخاطب، والمخاطبة، ونون الإناث، ونا الفاعل، هذا مراده بضمير رفع متحرك، وذلك في جميع الأبواب سواء كان ثلاثيًّا أو رباعيًّا أو مزيدًا عليهما، نحو: نَصَرْتُ وَدَحْرَجْتُ. حينئذٍ يكون مبنيًّا على السكون، ثم قال - وهو الذي أراد أن يبين هيئة أول الماضي وهو الذي يعتني به الصرفيون -: (وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ بِفَتْحٍ سُلِكَا) قالوا: سلكه أو سلك يده أدخلها فيه. والسلكة الخيط يخاط به (وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ) بدء هذا مصدر وهو نعت لمحذوف أي: الحرف المبدوء به في ماضي معلوم. يعني: مبني للمعلوم. إذًا فرق بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول في حركة أوله بماذا يُبدأُ؟ قال:(وَبَدْءُ مَعْلُوْمٍ). أي: الحرف المبدوء به في ماضٍ مبني للمعلوم يعني: للفاعل. احترازًا عن المبني للمجهول فله حكم آخر (بِفَتْحٍ سُلِكَا) سلك الذهاب في الطريق حينئذٍ (سُلِكَا) بفتحٍ الألف هذه للإطلاق، كأنه قال: الفتح مسلوك في أول الماضي الذي هو الحرف المبدوء به. إذًا كل فعل ماضي أوله يكون مفتوحًا إلا ما استثناه فيما يأتي.