قال أحد دعاة الصوفية ـ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري (١) المتوفَّى سنة ١٤١٣هـ، والذي يصفه الصوفية بمحدث الديار المغربية والبلاد الأفريقيّة ـ في رسالته المسمّاة (مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر): «ما يوجد في كتب المولد النبويّ من أحاديث لا خطام لها ولا زمام هي من الغلو الذي نهى الله ورسوله عنه، فتحرم قراءة تلك الكتب. والنبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»(رواه مسلم) يُرَى بضم الياء: معناه يُظَنّ.
وفضل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ثابت في القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة، وهو في غِنًى عما يقال فيه من الكذب والغلو، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا
(١) في كتبه كثير من الضلال، وإنما نقلتُ كلامه حجةً على أتباعه الصوفية.