للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يظهر فساد القول بجوازه ومشرعية من خلال الأوجه التالية (١):

الوجه الأول:

أن هذا الفعل لم يفعله النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا أمَر به ولا فعله صحابته - رضي الله عنهم - ولا أحد من التابعين ولا تابعيهم، ولا فَعَله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى، وإنما ظهر ـ كما تقدم ـ على ايدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.

إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله - عز وجل - صاحبه وفاعله بقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)} (النساء: ١١٥)، والذي يفعل ما يسمى بالمولد لا شك أنه مُتَّبِعٌ لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم - رضي الله عنهم -.

الوجه الثاني:

أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -


(١) باختصار وتصرف من رسالة المولد النبوي لناصر بن يحيى الحنيني.

<<  <   >  >>