للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يفت الزبيدي أن يعلل لظاهرة تسهيل الهمز وتخفيفه عند أهل التحقيق فيذكر قول ابن جني: "أَصْلُ "السُّولِ" الهَمْزُ عندَ العَرَبِ، اسْتَثْقَلُوا ضَغْطَةَ الهَمْزَةِ فيه فَتَكَلَّمُوا به عَلى تَخْفِيفِ الهَمْزَةِ" (١).

ويتحدث عن ظاهرة تسهيل الهمزة فيقول:"والهمزة المخففة تسمى همزة (بين بين) أي: همزة بين الهمزة وحرف اللين، وهو الحرف الذي منه حركتها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والألف، مثل: "سَالَ وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل: "سَيِمَ وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو مثل: "لَومَ". وهي لا تقع أَوَّلاً أَبَدَاً؛ لقربها بالضعف من السَّاكِنِ إلا أنها وإن كانت قد قربت من الساكن، ولم يكن لها تمكن الهمزة المحققة، فهي متحركة في الحقيقة وسميت بين بين لضعفها" (٢).

عالج أبو منصور الأزهري في التهذيب الهمز تحت باب مستقل، حيث جعل لها عدة أبواب منها: (باب اجتماع الهمزتين لهما معنيان) (٣) بين فيه مذاهب القراء والنحاة في الهمزتين المجتمعتين من خلال القراءات القرآنية. ثم أعقبه بباب تناول فيه ما جاء عن العرب من تحقيق الهمز وتليينه وتحويله وحذفه (٤).

ولكن الأمر مختلف مع الزبيدي، فقد تَبَيَّنَ من خلال شواهد الدراسة أن القراءات القرآنية في التاج تكاد تخلو من معالجة الهمزتين المجتمعتين إلا ما كان من اجتماع همزة (أفعل) مع الهمزة التي هي فاء الفعل في نحو: قوله


(١) التاج: ٢٩/ ١٦٠، ٢٥/ ٥٨٠.
(٢) التاج: ٣٤/ ٣٠١.
(٣) انظر التهذيب: ١٥/ ٤٩٢، ٤٩٣.
(٤) السابق: ١٥/ ٤٩٣.

<<  <   >  >>