للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك:

(ضِئْزَى): قراءة في قوله تعالى: {تلكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} (١).

[التاج: ضأز].

ذكر الزبيدي أن العرب تقول: ضِئْزى بالكسر والهمز وضِيزى بالكسر وتركِ الهمز، ومعناها كلّها الجُور. وفي (ضوز) قال: "في التنزيل العزيز: {"تلكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيزى" (٢)، والقُرّاء جميعُهم على تَرْكِ هَمْز ضِيزى. ويقولون: ضِئْزى وضُؤْزى بالهمز، ولم يقرأ بهما أحدٌ، وحُكِيَ عن أبي زَيْد أنّه سَمِعَ العربَ تَهْمِزُ ضِيزى نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن أبي حاتم".

ويبدو أن الزبيدي تابع الفراء (٣) في دعوى أن القراء جميعهم على ترك الهمز في ضيزى، وهذا غير صحيح؛ لأن الثابت في كتب القراءات (٤) والتفسير (٥) أن ابن كثير – وهو من القراء السبعة - قد قرأ: "ضِئْزَى" بالكسر والهمز.

قال السمين:" قرأ ابنُ كثير "ضِئْزَى" بهمزةٍ ساكنةٍ، والباقون بياءٍ مكانَها ... فأمَّا قراءةُ العامَّةِ فيُحْتمل أَنْ تكونَ مِنْ ضازه يَضَيزه إذا ضامه وجارَ عليه. فمعنى ضِيْزَى أي: جائرة ... مصدر كذِكْرى، قال الكسائي: يقال: ضازَ يَضيز ضِيْزَى كذَكَر يَذْكُر ذِكْرى. ويُحتمل أَنْ يكونَ مِنْ ضَأَزَة بالهمز كقراءةِ ابن كثير، إلاَّ أنه خُفِّفَ همزُها، وإن لم يكنْ من أصولِ القُرَّاءِ كلِّهم إبدالُ مثلِ هذه الهمزةِ ياءً لكنها لغةٌ التُزِمَتْ فقرؤُوا بها، ومعنى ضَأَزَه يَضْأَزُه بالهمز: نَقَصه ظُلماً وجَوْراً، وهو قريبٌ من الأول. ومِمن جَوَّز أَنْ تكونَ الياءُ بدلاً مِنْ همزة


(١) النجم: ٢٢.
(٢) قراءة الهمز رواية عن ابن كثير، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٦١٥، والنشر: ١/ ٤٤٧، والإتحاف: ١٠٥، ومعجم القراءات للخطيب: ٩/ ١٨٩.
(٣) انظر: معاني القرآن: ٣/ ٩٨.
(٤) انظر: السبعة لابن مجاهد: ٣٣٦، معاني القراءات للأزهري: ٤٦٧، والحجة لابن خالويه: ٢٦١، والنشر: ١/ ٣٩٥، والإتحاف للدمياطي: ٥٢٢، ومعجم القراءات لمختار: ٤/ ٥١٤.
(٥) انظر: جامع البيان للطبري: ٢٢/ ٥٢٦، وجامع الأحكام للقرطبي: ١٧/ ١٠٣، والبحر المحيط: ٨/ ١٦٢، وروح المعاني للألوسي: ١٩/ ٤٩٩.

<<  <   >  >>