للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(زَكَرِيَّاء) (١): اسم أعجمي لم يذكر أحد لأي لغة ينتمي، ولم يذكروا له معنى، وهو علم على نبي الله ذكريا كافل مريم، ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع منها قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢).

تعددت فيه القراءات، قال الفراء: "وفى (زكريا) ثلاث لغات: القصر في ألِفه، فلا يستبِين فيها رفع ولا نصب ولا خفض، وتمدّ ألفه فتنصب وترفع بلا نون؛ لأنه لا يُجْرَى، وكثير من كلام العرب أن تحذف المدّة والياء الساكنة فيقال: هذا (زكريّ) قد جاء فيُجْرَى؛ لأنه يشبه المنسوب من أسماء العرب" (٣).

وقال أبو منصور الجوالقي:" قال ابن دريد: زكرياء: اسم أعجمي، يقال: (زكريّ) و (زكريَّا) مقصور، و (زكرياء) ممدود، وقال غيره: زكري، بتخفيف الياء" (٤).

وقال الزبيدي: وفيه أَربعُ لُغَات: "زَكَرِيَّاء" مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ، وبه قَرَأَ ابنُ كَثِير ونافِعٌ وأَبو عَمْرو وابنُ عَامِر ويَعْقُوبُ، ويُقْصَرُ "زَكَرِيَّا"، وبه قَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيّ وحَفْص، و"زَكَرِيُّ"، كعرَبِيّ، بحذْفِ الأَلف غَيْر مُنَوَّن أَيضاً، ويُخَفَّفُ "زَكَرِي" وهي اللُّغَةُ الرَّابِعَة ... وقال بعضُ النَّحْوِيِّين: لم يَنْصرف لأَنَّه أعجميّ".

[التاج: زكر]

(آزَرُ) (٥): لفظة معربة، علم على والد إبراهيم عليه السلام، أو بمعنى: ضال في كلامهم وقيل هي اسم لصنم (٦). لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٧). وذكره أبو منصور الجواليقي في المعرب (٨).


(١) هي قراءة أبي وابن عباس والحسن ومجاهد وأبي عمرو ويعقوب وغيرهم، انظر: معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٤٠، والمحتسب: ١/ ٢٢٣، والنشر: ٢/ ٢٥٩، والإتحاف: ٢١١.
(٢) آل عمران: ٣٧.
(٣) معاني القرآن: ١/ ١٨٨.
(٤) المعرب من الكلام الأعجمي: ٢١٩.
(٥) انظر: جامع البيان: ١١/ ٤٦٨، ومعالم التنزيل: ٣/ ١٥٨، والدر المصون: ٦/ ٢٨٢.
(٦) انظر: مفردات القرآن للراغب: ١/ ٢٧.
(٧) الأنعام: ٧٤.
(٨) انظر: ص: ٦٣.

<<  <   >  >>